عبدالعزيز الفكي من الدمام
قال محللون ماليون، إن التذبذب المتكرر في أداء سوق الأسهم السعودية ناتج عن تقلبات أسعار النفط، متوقعين أن تواجه السوق هذا الأسبوع ضغوطا كبيرة نتيجة وصول أسعار الخام إلى أدنى مستوى منذ 11 عاما، ما يمكن أن تعكسه من ضغوط نفسية على المستثمرين والمتعاملين معا.
لكنهم أشاروا إلى أن المستثمرين أصحاب النظرة قصيرة المدى ستكون أصابعهم على مفاتيح أوامر البيع في حال طرأ أي تحسن في السعر، على عكس المستثمر طويل الأجل الذين يقتنصون الفرصة لشراء أسهم شركات، حيث تحولت الأسعار إلى فرص استثمارية مغرية لهم، وذلك بناء على القوائم المالية لهذه الشركات للتسعة أشهر الماضية.
وأفادوا بأن مسار السوق الحقيقي حتى نهاية العام الحالي سيتحدد خلال هذا الأسبوع، مع بدء الانخفاض في أسعار النفط إلى مستويات متدنية لم تحدث منذ سنوات، علاوة على قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة مع وجود توقعات برفعها، ما سيكون له انعكاس على تعاملات السوق.
من جهته، قال الدكتور محمد الرمادي؛ المحلل المالي والاقتصادي للاقتصاد السعودي والخليجي، إن السوق تسير تحت ضغط تقلبات أسعار النفط في وظل وجود توقعات لتقارير اقتصادية نزولها إلى مستويات دون 40 دولارا للبرميل، علاوة على أن السوق أيضا تسير تحت ضغط نفسية المستثمرين والمتعاملين فيها الذين يطالعون هذه التقارير الاقتصادية الواردة من الخارج عن أسعار النفط.
وذلك فضلا عن قناعتهم بأن ميزانية هذا العام ستشهد عجزا في إنفاق الحكومة على المشاريع التنموية، لذا فإن المستثمرين الذين لديهم نظرة استثمارية قصيرة المدى في السوق سيبدأون في الخروج من السوق والجلوس بعيدا لمراقبة أداء السوق، حتى اتضاح الرؤية سواء لأسعار النفط أو بيانات الميزانية العامة.
وأوضح الرمادي، أن المستثمرين الذين يمتلكون نظرة استثمارية بعيدة المدى سيبقون في السوق، لكنهم لن يتواجدوا أمام شاشات التداول بشكل يومي، في حين أن هناك مستثمرين الآن يتصيدون الفرص والاحتفاظ بها وفق نظرة استثمارية بعيدة المدى قد تمتد لسنتين من الآن، لقناعتهم أن أسعار النفط حتما ستعاود الارتفاع مجددا، وبالتالي يمنح ذلك السوق فرصة لهم لتحقيق مكاسب مالية.
وأضاف الرمادي، أن انخفاض أسعار النفط ووفرة المعروض وعدم تحقيق بعض اقتصادات النمو المتوقع، تعد عوامل تضغط على السوق، خاصة للشركات المدرجة والمرتبطة بشكل مباشر بالنفط.