نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في سبتمبر الماضي من هذا العام 2015 مقالاً للصحفي الأميركي توماس فريدمان، تحت عنوان "صديقتنا للأبد الراديكالية الإسلامية.. السعودية"، مهاجماً المملكة السعودية عشية زيارة الملك سلمان للولايات المتحدة، بأنها هي التي تدعم الإرهاب في العالم، وأن واشنطن تتغاضى عنها طمعاً بالنفط السعودي.
وجاء مقال فريدمان على صحيفة "نيويورك تايمز"، رداً على تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بشأن رسالة بعث بها 200 جنرال متقاعد في الجيش الأميركي إلى الكونغرس، يحثون خلالها المشرعين على رفض الاتفاق النووي الإيراني، معتبرين أنه "يهدد الأمن القومي الأميركي".
وعلق توماس فريدمان على الرسالة، معتبرا أنها احتوت على نقاشات مشروعة - مع وضد - الاتفاقية، لكن نقاشاً ظهر في الرسالة كان خطيراً وغير صحيح، ويتعلق بالتهديدات الحقيقية على أميركا النابعة من الشرق الأوسط.
وأوضح أنه يقصد كلام الجنرال توماس ماكينري، النائب السابق لقائد القوات الأميركية في أوروبا عن الاتفاقية، الذي قال عبر الرسالة: "ما لا أحبه في الاتفاقية أننا نساعد من خلالها الإيرانيين، القادة الكبار للراديكالية الإسلامية في الشرق الأوسط وفي كل أنحاء العالم، على امتلاك الأسلحة النووية".
ورد فريدمان على ماكينري، قائلاً: "أسف يا جنرال، إن لقب (تجار الراديكالية الإسلامية) لا يمت للإيرانيين بصلة، لأنه صفة السعودية، حليفتنا المعتبرة".
وقال فريدمان للجنرال ماكينري: "إذا كنت تظن أن إيران هي السبب للمشاكل في الشرق الأوسط، فمن المؤكد أنك كنت نائماً إبان وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي شارك فيها 19 انتحارياً بينهم 15 قادمين من السعودية".
واعتبر أنه ليس هناك شيء كان مدمراً لاستقرار واعتدال العالم العربي والإسلامي بشكل عام أكثر من مليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ سبعينات القرن الماضي من أجل محو التعددية في الإسلام - نسخ الصوفية والشيعة والسنة المعتدلين - وفرض نسخة سلفية وهابية معادية للحداثة والمرأة والغرب نشرتها المؤسسة الدينية السعودية.
ويرى توماس فريدمان، أنه ليس مصادفة أن ينضم الآلاف من السعوديين لتنظيم داعش الدموي. مشيراً أن هذه الجماعات السنية الجهادية خرجت من رحم الوهابية، وهي التي تقوم السعودية بحقنها في المساجد والمدارس من المغرب إلى باكستان وإندونيسيا والنيجر.
لافتاً أن الولايات المتحدة امتنعت عن وصم السعوديين بهذه التهمة لأنها أدمنت على نفطهم. والمدمنون لا يقولون الحقيقة عن من يبيعهم المواد المخدرة.
وقال: إن السعودية تحالفت مع الأميركيين في عدد من القضايا، وهناك معتدلون ممن يمقتون السلطات الدينية، لكن الحقيقة باقية، وهي أن تصدير السعودية للإسلام الوهابي كان من أسوأ ما حدث للتعددية العربية والإسلامية في القرن الماضي.