تكررت كلمة " إسلامي " و" إسلاميون " وهي من المصطلحات الحادثة التي تؤدي إلى تقسيم المجتمع وتكريس الفرقة بين أفراده ، وتجزئة المجزأ ؛ فهناك مسلم سني إسلامي ، وهناك مسلم سني غير إسلامي ، أما المصطلحات الشرعية المعهودة فهي : مسلم وفاسق ومنافق وكافر .
إن ما يمارسه بعضنا من انتقاد أو تزكية لمن يعين لمنصب ، أو يكلف بمهمة ليس هدفه في الغالب خدمة الأمة والنصح لها ، وإنما المناكفات السياسية مع من يمثل الحكومة ، وهم قد وضعوا أنفسهم في خانة المعارض للحكومة ، فكل من يعين فهو غير كفؤ وغير مناسب .
أو منافسة لتيار آخر يقال له لبرالي أو علماني ، فهم يتوجسون ويتخوفون من أن يكون هذا المعين من التيار الآخر ، والآخرون كذلك ، وقد يستعملون من أجل ذلك الإشاعات والأكاذيب ، وهذا ليس عملاً سياسياً ، ولا عملاً يخدم الأمة ويقوي كيانها ، ويقوي لحمة المجتمع ، بل إنه يضعف الأمة ويفرق اجتماعها .
إن العمل السياسي هو ذاك العمل الذي يخدم الأمة ويحقق المصالح والمنافع لأفراد المجتمع ، ويدفع عنهم الفساد والمضار والشرور في الداخل ، ويظهر سلامة موقف الدولة في الخارج ، ويكثر من أصدقائها ، ويدعم كل ما يحاك ضدها من مخططات ، ويدفع عنها كل المؤمرات ، وهذا مقتضى النصح لولاة الأمر الذي هو مما حصر النبي صلى الله عليه وسلم الدين والإسلام حين قال : الدين النصيحة ، قلنا لمن يارسول الله : قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأإمة المسلمين وعامتهم .