اعتمدت لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين قبل أيام معدودة، ففي القرار الأول تمّت إدانة إيران؛ بسبب سياستها القمعية لحقوق الإنسان، والثاني قرار سعودي مقترح أدان تدخّل إيران وروسيا العسكري في سوريا، كما أدان الهجوم الروسي والإيراني على المعارضة المعتدلة في سوريا، ودعا إلى وقف فوري للهجمات، واعتبر هذه الهجمات في مصلحة "داعش".
"ظريف" يدين
على إثر ذلك، أدان محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، في كلمة ألقاها في مركز دراسات وزارة الشؤون الخارجية، اعتماد القرارين ضد إيران في لجنة حقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة.
ومن جهتها قالت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني: "لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مررت قرارين منفصلين ضد إيران قبل أيام. القرار الأول، وفقاً لتقرير أحمد شهيد، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران، واعتمد هذا القرار بـ 76 صوتاً مؤيداً و35 صوتاً مخالفاً، وامتنع 68 بلداً في التصويت عليه، وأما القرار الثاني جاء باقتراح السعودية، وبدعم من الدول الغربية والعربية في اللجنة نفسها ضد التدخل العسكري الإيراني في سوريا، وتم تمريره بـ 115 صوتاً مؤيداً و15 صوتاً معارضاً، بينما امتنع 51 بلداً عن التصويت على القرار الصادر".
انتكاسة طهران
واعتبرت وكالة أنباء "فارس" التصويت على القرارين، انتكاسة كبيرة للدبلوماسية الإيرانية، وخاصة محمد جواد ظريف؛ حيث بدأت توجّه اليوم للحكومة الإيرانية انتقادات شديدة من جانب جهات إيرانية متشددة؛ جرّاء فشل السياسة الخارجية الإيرانية، وعلى رأسها "ظريف" على المستويات الدبلوماسية لصدّ هذه القرارات، حيث ولّد نقاشاً حاداً في أروقة دوائر النظام حول هذه الإخفاقات، والتواصل مع الجهات الخارجية، واتهمت بالتساهل والضعف في السعي لمواجهة القرارات في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
"ظريف" يلهث
في هذا السياق هاجمت العديد من الصحف الأصولية، الحكومة الإيرانية، وخاصة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في التعامل مع السياسة الخارجية، وخاصة ضعفه أمام السياسة السعودية ووزير خارجيتها عادل الجبير.
ووصفت أسبوعية "يالثارات" التابعة للحرس الثوري الإيراني جهود ظريف الإقليمية بـ"لهث" محمد جواد ظريف، للحصول على لقاءات مع السعوديين رغم الإساءات التي تتوجه لإيران من قبل دول الخليج العربي.
السعودية الجديدة
من جانبها اعتبرت الجهات المتشددة في البلاد في موقع "انتخاب" وموقع "بارسينة"، التغيير في السياسة السعودية يأتي في تضارب مع السياسات الإيرانية. حيث على مدى عقود، كانت سياسة السعودية -على حد وصف "انتخاب"- حذرة ومتحفظة للغاية كعنصر فاعل على الساحة العالمية. ومنذ مجيء الملك سلمان بن عبدالعزيز على رأس السعودية تغيرت السياسة الخارجية السعودية إلى حد كبير، واعتبرتها عدوانية تجاه إيران، وطالب حكومة "روحاني" و"ظريف" بقبول المسؤولية، وخطاب رسمي يواجه المملكة، ويرد بمستوى تهديداتها حسب ما جاء في التقارير.
قطع اليد
ومن الجهة الأخرى رأت الصحف الإصلاحية، وعلى رأسها "الشرق" أن سياسات إيران الرسمية تجاه المملكة العربية السعودية وتحسين العلاقات معها لم يحالفها الحظ منذ انتخاب حسين صادقي السفير الإيراني الجديد في هذه المهمة في الرياض، وتلويحاً حملت المسؤولية على عاتق وزارة الخارجية والسفير الإيراني في المملكة.
إذن تنظر إيران بكثب إلى المرحلة الآتية في سياسات المملكة العربية السعودية بأمل التواصل مع الرياض؛ للحدّ من الضغط الموجه إليها؛ بغية إنعاش أنفاسها وخروجها من الأزمة الاقتصادية الخانقة. فما على السعودية إلا أن تضاعف جهودها لصد التوسع الإيراني في الأقطار العربية، وقطع يدها في دول الخليج العربي بشكل خاص في هذه المرحلة.