اليوم في دولة القانون والمؤسسات والدستور والديمقراطية نعيش في شريعة الغاب القوي يأكل الضعيف، والفاسد المتنفذ يتجاوز على القانون والنظام ولا أحد يقف في وجهه, وبالرشوة تضيع حقوق الخلق لصالح الأغنياء، والنظام والقانون يطبقان على الرعية وعامة الشعب, والطبقة الحاكمة والفاسدين من أصحاب المال فوق القانون والنظام ولا أحد يحاسبهم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال" إنما أهلك من كان قبلكم كان إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق فيهم الشريف تركوه" فمن يسرق بضع الريالات يحاسب ويعاقب ومن يسرق المليارات يكافأ ويعزز ويكرم.
أما في الجاهلية قبل الإسلام يضعون نظاماً راقياً رفيعاً لمن أراد السيادة والقيادة في قومه على أن يتفوق في ست خصال "السخاء والنجدة والشجاعة والحلم والتواضع والبيان" وكانوا يقولون: (موت ألف من العلية خير من ارتقاء واحد من السفلة) أما جاهلية القرن ال21 تقول : موت ألف من السفله خير من ارتقاء واحد من الشرفاء
عندما خرج الرسول من بيته مهاجراً ولم يظفروا به لأن رعاية الله تحوطه وتحميه وعندها جن جنون قادة قريش فذهب أبو جهل يصحب أبا سفيان إلى بيت أبي بكر فطرق أبو جهل الباب ولم يكسره ويخرق حرمه البيت, وعندما خرجت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما, قال لها أبو جهل: أين أبوك، قالت: لا أعلم, ومن شدة غضبه وحنقه وفشل مخططه لطمها على وجهها حتى أطار قرطها, ولما ذهبا راجعين ندم أبو جهل على فعلته أشد الندم حيث أفاق من سورة غضبه ورأى أن ما عمله كان عملاً مخزياً ومشيناً وليس فيه أدنى معاني الرجولة، فامسك بيد أبي سفيان فقال:" يا أبا سفيان إني ناشدتك الرحم الذي بيننا أن تكتم عني ما رأيت فإنها زلة غضبان حتى لا تقول العرب إن أبا الحكم ضرب جارية تتكتم على أبيها"