يُعدّ الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة من موارد الترويح عن النفس؛ لأن القدرة على التمتع بتذوق الجمال يبعث في النفس السرور والبهجة والمتعة.
وقد غرس الإسلام حب الجمال في أعماق كل مسلم فقدر وري عن النبي الأكرم محمد صل الله عليه وآله قوله: (إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويجب أن يرى أثر نعمته على عبده، ويبغض البؤس والتباؤس).
ويوجه القرآن الكريم الناس إلى رؤية الجمال المبعوث في الكون كله؛ ليروا روعة الإبداع، ودقة الخلق، وجمال المنظر، يقول تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾.
وإذا أردت أن تروح عن نفسك، فأمعن النظر في جماليات الطبيعة الخلابة، مع تذوق الجمال الطبيعي؛ كي يبعث فيك البهجة والسرور والانبساط والراحة والمتعة.
فإن شئت فاذهب إلى البحر، وتمتع بجماله، واستنشق هواءه، وامش ما استطعت بجانبه.
وان أحببت أن تتمتع بجمال النبات، فعليك بالمزارع والبساتين، وأمعن الفكر في أنواع النباتات، فهي كثيرة لا تحصي، ومختلفة الأشكال والألوان. أو اصعد إلى الجبال، وانظر إلى جمال الكون من حولك وتدبر فيما يستخرج منها من جواهر نفيسة، كالفضة والعقيق والرخام…
أو قم بزيارة حديقة الحيوان، وانظر إلى أصناف الحيوانات، ثم أمعن الخيال في طيور الجو، ووحوش البر، وفي البهائم الأليفة والصديقة للإنسان!
إن الاستمتاع بجماليات الطبيعة التي أبدعها الخالق عز وجل لهي أفضل وسائل الترويح عن النفس. يقول الإمام علي عليه السلام: (الطيب نشرة، والعسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة)، وقال الإمام موسى الكاظم عليه السلام: (ثلاثة يجلون البصر، النظر إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن.
وقد ثبت علمياً بأن الاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة له أثر فسيولوجي في جسم الإنسان، كما أنه علاج فعال للعديد من الأمراض المزمنة كأمراض فقر الدم وأمراض القلب والأمراض النفسية. بالإضافة إلى أنه وسيلة فعاله من وسائل الترويح عن النفس.