لندن - آنا تومفورد - عندما أعلن الأمير وليام وكيت ميدلتون عن ارتباطهما في تشرين ثان/نوفمبر الماضي ، انطلقت ضجة احتفالية على طاولة مجلس الوزراء في داونينج ستريت بهذه "الأنباء السارة".
الأمير وليام وكيت ميدلتون في متنزه بلدة ويتون داروين لانكشاير وبعدها بدقائق ، ظهر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للتعبير عن فرحته بـ"الأنباء الرائعة" وقال "إنه يوم رائع في بلادنا" لابد أن يقام له احتفالا وطنيا ويصبح عطلة رسمية.
وفي الواقع فإن ارتباط وليام /28 عاما/ وميدلتون /29 عاما/ وزفافهما الوشيك يمثل نوعا نادرا من الأنباء السارة بالنسبة لحكومة تحاول اتباع برنامج تقليص نفقات لمواجهة عجز الميزانية القياسي .
ولكن منذ ذلك الحين ، اختفى الكثير من العوامل الباعثة على السرور - حيث خرجت نقابات عمالية وجمعيات طلابية غاضبة إلى الشوارع احتجاجا على تقليص النفقات ، كما زج ببريطانيا في الصراع الدائر في ليبيا وهو أمر لا يحظى بتأييد شعبي كبير ويمكن أن يهدد لندن بالوقوع في أزمة.
وعندما يقوم سلاح الجو الملكي بعرض جوي احتفالي فوق قصر بكينجهام في 29 نيسان/أبريل الجاري ، ربما يتحول تفكير الكثيرين إلى الطيارين الذين يخاطرون بحياتهم في ليبيا .
ومع ذلك ، أكد العروسان أنهما يدركان بالفعل المناخ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي سيقام خلاله الزفاف ،وذكر القصر إن العروسين حريصان على "الالتزام بمستوى معقول" وتجنب مظاهر الإسراف خلال "أوقات عصيبة اقتصاديا" .
وقال أحد مسئولي القصر إن وليام وكيت حريصان على تجنب السمة الأسطورية للزفافهما والتي اتسم بها زفاف والدي وليام الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا عام 1981 .
وأكد متحدث باسم الأمير وليام أن الاحتفالات ستكون "طبيعية بقدر المستطاع".
ومع ذلك ، يعتقد مطلعون على الشئون الملكية أنه رغم تأكيد "التقشف" إلا أنه حتما سيكون الزفاف حدثا بالغ الأهمية .
وقد فسر قرار كيت بالتوجه إلى كاتدرائية ويستمنستر في سيارة ملكية من طراز رولز رويس بدلا من العربة التي تجرها الجياد كالمعتاد في هذه المناسبات الملكية ، وأيضا الاحتفاء بالمدعوين في قصر بكينجهام بمائدة طعام مفتوحة وليس مأدبة عشاء رسمية على أنه ميل للاعتدال وتقليل من الطابع الرسمي في الاحتفال.
كما أن قرار العروسين بانه بدلا من تلقي هدايا الزفاف سيقيمان صندوق خيري لجمع تبرعات لصالح ضحايا الزلازل والأطفال المحتاجين وجمعيات الفنون الشبابية وأسر الجنود الضحايا - قد لاقى ترحيبا شعبيا واسع النطاق.
وتكهنت منظمة حفل الزفاف ليندا كوبر بأنه رغم احتفاظ الحفل بالعناصر الرئيسية للتقليد والأبهة الرسمية ، فإنه سيكون هادئا نسبيا.
وقالت كوبر "سيتسم بالبساطة مع السحر وإبراز طابع كيت . كل شيء سيكون جميلا للغاية وله مذاق خاص".
وكان انتقاء وليام وعروسه لمناسبات ظهورهما علنا والتقليل النسبي منه قبل حفل الزفاف قد فسر على أنه دليل آخر على اسلوب العروسين غير المبالغ في حب الظهور.
وتجنبت كيت بشكل خاص أن تكون مادة خصبة لصحف التابلويد ، وذلك بالتزام طابع هادئ والاكتفاء بابتسامة ودودة ورقيقة .
وقالت نائبة رئيس تحرير صحيفة "إيفنينج ستاندارد" سارة ساندس إن " كيت ميدلتون لن تجري مقابلات ، إنها شديدة الذكاء".
وتختلف الأحداث الحالية تماما عما حدث في عام 1981 عندما شهدت بريطانيا ، التي كانت ترأس حكومتها آنذاك مارجريت تاتشر ، حفل زفاف أسطوري للأمير تشارلز وديانا.
وكانت العروس صغيرة السن ديانا /19 عاما/ قد اختارت أن ترتدي فستان زفاف من الحرير بأكمام منفوشة وعالية ويبلغ طول ذيله حوالي 8 أمتار .
نقلت العروس في عربة مفتوحة ذهابا وإيابا من الكنيسة ، كما تلقى العروسان ما يزيد على 6 آلاف هدية ، من بينها نموذج سفينة من الذهب أهداها لهما أمير البحرين في ذلك الوقت.
وعندما سئل تشارلز عما إذا كان قد عاش قصة حب مع ديانا قال " كل الحب" .
يذكر أن زواجهما انتهى بالطلاق عام 1996 واعقبه من وفاة الأميرة ديانا في الحادث الأليم عام 1997 .
وبالنسبة للجيل القديم ، فإن الزفاف الملكي "العصري" الوشيك سيعيد ذكريات عام 1947 عندما شهدت كنيسة ويستمنستر أبي مراسم زواج إليزابيث الأميرة في ذلك الوقت من الأمير فيليب .
وبسبب حالة التقشف التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، عرض البريطانيون التبرع بكوبونات الملابس لتتمكن العروس اليزابيث من الحصول على القماش اللازم لفستان زفافها ، كما قدمت مجموعة "جيرل جايدز" أو (دليل البنت) في استراليا بعض المكونات اللازمة لكعكة الزفاف العالية ، حسب تقارير رسمية