بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
كثر في وقتنا التلفظ بمقولة دين الإسلام يسر وليس بعسر
فما مفهوم هذه المقولة عند قائليهاوما هي الضوابط في أمرها؟ فإذا نهينا أحداً عن منكر .. وإذا نهينا أحدا عن فعل بدعة .. أو وإذا نصحنا أحد بترك معصية فماذا سيكون الرد من هذا المسكين الذي لا يدرك مفهوم ما يقول نعم سيقول لك لما التشدد والتعصب فدين الإسلام دين يسر وليس بدين عسر. فماذا سنرد على هذا المسكين ومامفهومه من هذه الكلمة فالمفهوم واضح عندما يقولها لك وأنت تنهاه عن معصية يفعلها أو تنهاه عن منكر اوترد عليه في بدعة أو ترد عليه فعله الذي يفعله بدون دليل ونص فهنا نعلم أنه لا يدرك مفهومها وانه غارق في مفهوم آخر لا صحة له. فنرد ونقول نعم دين الإسلام دين ويسر وليس دين عسر ولكن دين يسرٍ بأحكامه وحدوده وأمره ونهيه فليس من يسر الدين أن يعبد الله بدون دليل فالأصل في العبادة الدليل فاليسر في ديننا عظيم فمن يسر الدين مثلاً أن رخص للمسافر في جمع الصلاة والقصر فيها ورخص له الإفطار في صيام الفرض مع رد الأيام ومن يسر الدين أن رخص للمريض في صلاته وفي صيامه الخ ويسر الدين قائمٌ في صلاتنا وصيامنا فكل عبادتنا يسيرةٌ علينا واجرها عظيم
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((إن الدين يسر، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه،فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة))؛ رواه البخاري.
فالبعض يتحججوا بأن الدين يسر لم يكملوا الحديث فبقية الحديث ( فسددواوقاربوا..) و إختاروا بعض الحديث ممن قاموا بتفسيره خطأ و حسب أهوائهم فضلوا و أضلوا
قال بعض السلف : إن أهل الكلام أعداء الدين لأن اعتمادهم على حدسهم وظنونهم وما يؤدي إليه نظرهم وفكرهم ثم يعرضون عليه الأحاديث فما وافقه قبلوه وما خالفه ردوه وأما أهل السنة سلمهم الله تعالى فإنهم يتمسكون بما نطق به الكتاب ووردت به السنة ويحتجون له بالحجج الواضحة على حسب ما أذن فيه الشرع وورد به السمع وذكر تمام الكلام (القرآن ) قال الحسن البصري رحمه الله : التزموا كتاب الله وتتبعوا ما فيه من الأمثال وكونوا فيه من أهل النظر رحم الله عبدا عرض نفسه وعمله على كتاب الله عز وجل فإن وافق ما فيه حمد الله وسأله الزيادة وإن خالفه استعتب ربه ورجع إليه من قريب .
قال إبن القيم : لا يكون القلب سليم حتى يسلم من خمسة أشياء من شرك يناقض التوحيد وبدعة تخالف السنة وشهوة تخالف الأمر وغفلة تناقض الذكر وهو يناقض التجريد والاخلاص.
س : بعض الناس يفعلون المخالفات ويقولون إن الدين يسر والمهم ألا تشرك فما توجيهكم ؟
ج: هذا القول خطأ نقول له إذا لم تقم بالدين فأين الدين الذي تقول عنه إن الدين يسر و معنى الدين يسر انه ما جعله الله دينا للعباد ليس فيه مشقة الصلاة ما فيها مشقة الوضوء ما فيه مشقة الغسل ما فيه مشقة و إذا كانت فيه مشقة فأنت تكون في مرتبة أخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمران إبن حصين صلي قائما فإذ لم تستطع فقاعدا فإذ لم تستطع فعلى جنب فهذا الذين نقول إن الدين يسر و أما أن يترك بعض الواجبات أو ينتهك بعض المحرمات ثم يقول إن الدين يسر فهذا خطأ فإن ما فعله ليس بدين أصلا
إنتهى كلامه رحمه الله
نسأل الله أن يعلّمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علّمنا ،،
وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا .. آميين لاتنسونا من الدعاء