الروس الملاحده هم اشد حقدا على الاسلام والمسلمين طوال عقود من الزمان وتاريخهم واضح ولا يحتاج دليل0
ربيع الآخر 1294هـ ـ 24 أبريل 1877م مفكرة الإسلام : كانت روسيا ترى في نفسها زعيمة العالم النصراني وحامية حمى المذهب الأرثوذكسي وصاحبة الحق الأول في الثأر لسقوط القسطنطينية، ووجوب العمل بكل جهد وجد لاستعادة عاصمة الدولة البيزنطية الهالكة، لذلك فلقد كانت في حرب دائمة ضد الدولة العثمانية والعالم الإسلامي ككل، وكانت روسيا ترغب في الوصول إلى المياه الدافئة أو الحرة، وذلك لاعتبارات اقتصادية وجغرافية، ناهيك عن الدوافع الدينية الأصيلة. اهتمت روسيا في عصر السلطان عبد الحميد الثاني بتصعيد وتسريع الصدام مع الدولة العثمانية بسبب الوهن الذي أصاب جسد الدولة الذي أصبح نهبًا للمطامع الأوروبية، وأرادت روسيا أن تأخذ زمام المبادرة وتنهي المسألة الشرقية وحدها، فبدأت في دعم الثورات في منطقة البلقان خاصة في بلاد الصرب والجبل الأسود للولاء العقدي بين الروس والصرب، واستعدت الدولة العثمانية لقمع ثورة الصرب فأرسلت جيشًا كبيرًا استطاع قمع الثورة وأصبح الطريق إلى بلجراد مفتوحًا، ولكن ضغطت الدول الأوروبية على الدولة العثمانية فتوقف القتال والزحف ثم عاد القتال مرة أخرى بسبب الخلاف بين الدولة وأوروبا. استغلت روسيا الزحف العثماني إلى بلجراد واستعدت لشن الحرب على الدولة العثمانية واحتلال المضائق البحرية، ولكنها حسبت حسابًا للدول الأوروبية فأرسلت تستشيرها فيما تعمل وأرسلت لائحة إلى إنجلترا تعرض فيها طلباتها فوافقت عليها إنجلترا وباقي الدول الأوروبية، ولكن الدولة العثمانية رفضت هذه اللائحة لتدخلها السافر في الشئون الداخلية للدولة. استغلت روسيا الرفض العثماني واتفقت مع رومانيا وقامت في 10 ربيع الآخر 1294هـ ـ 24 أبريل 1877م، بإعلان الحرب على الدولة العثمانية، وقامت روسيا باجتياح رومانيا واخترقت نهر الدانوب وحققت بعض الانتصارات، ولكن القائد العثماني الفذ «عثمان باشا» استطاع أن يتحول من الدفاع إلى الهجوم وحقق تقدمًا باهرًا على الروس، جعل السلطان العثماني «عبد الحميد الثاني» يصدر مرسومًا خاصًّا بالثناء عليه، فطلب الروس إمدادات ضخمة من البلقان وروسيا، فجاءهم مئات الآلاف من الجنود واضطر القائد العثماني «عثمان باشا» للاستسلام وهو مثخن بالجراح، وذلك على الجبهة الأوروبية، أما في الأناضول فتقدم الروس حتى لم يبق سوى خمسين كيلو مترًا على إستانبول وعندها توقف القتال وسمح العثمانيون لروسيا بحرية الملاحة بالمضائق البحرية بعد أن كادت هذه الحرب أن تسقط الدولة العثمانية كلها.