ما معني حديث النبي - صلي الله عليه وسلم - الذي قال فيه "لا عدوي ولا طيرة ولا حامة ولا صفر" وكيف نجمع بينه وبين الحديث الذي يقول فيه "فِر من المجذوم فرارك من الأسد".
[TABLE1="width:95%;"]
يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين - من علماء الأزهر
[/TABLE1]
: العدوي: انتقال المرض من المريض إلي الصحيح وكما يكون في الأجسام يكون في الأخلاق يقول النبي - صلي الله عليه وسلم - "إن جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن يصيبك من دخانه" فالعدوي تشمل الأجساد والأخلاق.
والطيرة: هي التشاؤم.
والهامة: قيل داء يصيب المريض وينتقل إلي غيره وقيل طير معروف تزعم العرب أنه إذا قتل قتيل فإن هذه الهامة تأتي إلي أهله وتنعق علي رؤسهم حتي يأخذوا بثأره وربما اعتقد بعضهم أنها روحه وقيل البومة كانت إذا وقعت علي بيت ونعقت قالوا إنها تنعق بموت فلان ويعتقدون قرب أجله وهذا باطل.
وصفر: إنه شهر صفر المعروف وكان العرب يتشاءمون به وقيل صفر: داءني في البطن يصيب البعير وينتقل من بعير إلي آخر وقيل صفر المراد به النسيء الذين كان الكفار يؤخرون تحريم شهر المحرم إلي صفر يحلونه عاما ويحرمونه عاما يحلون الحرب في شهر ويحرمونه في آخر فالأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل.
فهذه الأربعة التي نفاها الرسول - صلي الله عليه وسلم - تدل علي وجوب التوكل علي الله وصدق العزيمة فلا يستجيب لداع هذه الأمور وأن يعتمد علي الله - عز وجل - المؤثر هو الله فما كان فيها سببا موهوما فهو سبب باطل فإن العدوي إذا وقعت إنما تكون بأمر الله لا بذاتها ولو شاء الله ما وقعت هذه العدوي.
ومعني فر من المجزوم: للتحصين فقط ولكن عليه أن يتوكل علي الله ويعلم أن كل شيء إنما يقع بأمر الله.
المصدر: جريدة " المساء " المصرية .