بمعنى هل يلزم ان تكون المعاناة المقترنة بتجربة الشاعر معناة حقيقية عايشها الشاعر ؟
ام انها تتقمص وتستقي من خواطر من نسج خياله ؟
وانا لا اتحدت عن عموم الشعر فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان ابن ثابت حامل لواء الكلمة الجهادية في معارك الدعوة الإسلامية
اهجهم - أي قريشا – فوالله لهجاؤك أشد عليهم من وقع السهام
انما اقصد الشعر الغزلي سواء العفيف منه ومن باب اولى الفاحش القبيح
وللإجابة على ذلك يقول البعض:
ان عنصر الصدق الوجداني للشاعر يوحي بمدى تفاعله بهذه التجربة وتوحده بها عقليا وشعوريا
فيخلص لهذه التجربة بأن يصور ما يجده في نفسه تصويرا صادقا يتم عن وحدة الانفعال وعمق الشعور واتساع مداه
وان تجربته الشعرية هذه ماهي الا افضاء بما يكنه في ذاته من خواطر وأفكار
عايشها وتعايش معها معايشة حقيقية فيدفعه ذلك الى الابداع الفني
اذن هي تجربة ناتجه عن معاناة حقيقية والمقصود بالمعاناة الحقيقية
ان يكون الشاعر مر بصدق التجرية فعلياً
اما البعض الاخر فيقول:
لا يلزم الشاعر ان يكون بالضرورة قد عايش الواقعة أي عايش الحدث ومر بالتجربة
فهناك شعراء رثوا أبناء غيرهم رثاء صادق نابعاً من القلب
وهناك شعراء تغزلوا بنساء لم يكن لهن وجود في حياتهم
انما تمثلوا تجربة لهم معهن واسعفتهم قوة المخيلة على اقناعنا بحقيقة علاقتهم بهن وعلى سبيل المثال جرير الذي قال عن نفسه:
ما عشقت قط ولو عشقت لقلت شعراً تسمعه العجوز فتبكي على ما فاتها من شبابها
ومعروف ان جرير لم يعشق وعلى الرغم من ذلك فإن غزله من ارق الغزل في الشعر بل ومن أكثره تأثيرا في النفوس
وانا اميل الى الرأي الثاني
ولكم في محدثكم خير مثال ولكن بعد صلاة العشاء
ان شاء الله