نشبت أزمة بين هيئة كبار العلماء بالسعودية ودار الإفتاء المصرية، على خلفية اتهام مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء، أشهر علماء السعودية «ابن عثيمين» بـ«الضلال»، مؤكدا أن فتاواه «الشاذة» التي تبيح قتل النساء والصبيان، كانت هي المرجع الأساسي للمتطرفين لقتل المدنيين.
محمد بن صالح بن محمد العثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، كان أستاذًا بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، وإمامًا وخطيبًا بالجامع الكبير بمدينة عنيزة، وصاحب الألف فتوى.
حياته:
ولد أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي في 29 مارس 1929 – 27 رمضان 1347هـ بمدينة عنيزة إحدى المحافظات الشرقية بالسعودية.
حفظ القرآن الكريم في صغره، وتتلمذ على يد الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الذي يعتبر شيخه الأول، حيث لازمه وقرأ عليه التوحيد والتفسير والسيرة النبوية والحديث والفقه وأصول الفقه والفرائض ومصطلح الحديث.
كما تتلمذ على يد مفتي السعودية السابق، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله، الذي قرأ عليه صحيح البخاري وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وبعض الكتب الفقهية.
منهجه الفقهي
واتخذ "ابن عثيمين" منهج أهل السنة والجماعة؛ في أصول الدين جملةً وتفصيلًا وبين الشيخ عقيدته السلفية في تأليفه وشروحه ودروسه ومحاضراته وخطبه وفتاواه، وقد عاش يدعو إلى هذه العقيدة حتى آخر أيام عمره.
تولى إمامة الجامع الكبير بعنيزة والتدريس فيه، بالإضافة إلى التدريس في كليتي الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.
أسلوبه التدريسي
سار ابن عثيمين، في تدريسه لعلوم الفقه، على الطريقة التي انتهجها شيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وهو منهج خرج به عن النهج الذي يسير عليه علماء الجزيرة عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتمد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية والاعتماد على كتاب «زاد المستقنع» في فقه الأمام أحمد بن حنبل.
سيرته العلمية
درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية وعمل أستاذًا بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين بين 1398هـ حتى وفاته، كما كان عضوًا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها.
وأخيرا عضوًا في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته.
ألف فتوى
وللشيخ ابن العثيمين أكثر من ألف فتوى، من أبرز فتاواه عدم التسرع في تكفير الحكام حيث قال تفصيلا: "وهذه المسألة أعني مسألة الحكم بغير ما أنزل الله من المسائل الكبرى التي ابتلي بها حكام هذا الزمان، فعلى المرء أن لا يتسرع في الحكم عليهم بما لا يستحقونه؛ حتى يتبين له الحق؛ لأن المسألة خطيرة، نسأل الله تعالى أَنْ يُصْلِحَ للمسلمين ولاة أمورهم وبطانتهم، كما أن على المرء الذي آتاه الله العلم أن يبينه لهؤلاء الحكام، لتقوم الحجة عليهم، وتبين المحجة، فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، ولا يحقرن نفسه عن بيانه، ولا يهَابنّ أحدًا فيه، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والله ولي التوفيق".
مؤلفاته
له العديد من المؤلفات، منها له مؤلفات كثيرة منها شرح ثلاثة الأصول، وشرح كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وشرح مقدمة التفسير لابن تيمية.
ولجهوده في خدمة الدعوة والدين الإسلامي حصل على جائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414 هـ.
وتوفي ابن العثيمين في 11 يناير 2001، الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ.