قال الكاتب الصحفي، محمد الأحيدب، إن عدم محاسبة المسؤولين عن “غرق أحياء جدة وأنفاق الرياض وطرق الباحة وغيرها من المدن في سنوات سابقة” هو ما دفع البعض لاستمراء التقصير نتيجة لاطمئنانهم وأمنهم للعقوبة.
وأضاف الأحيدب في مقاله اليوم بصحيفة “عكاظ”، المعنون بـ”الغرق الأخطر”: ندفع اليوم ثمن تأخر تحديد المسؤولية وصرامة المحاسبة لغرق السنوات الماضية وسوف ندفع مستقبلاً الثمن غالياً إذا لم تتم المحاسبة وإصدار وإعلان عقوبات صارمة على المقصرين في غرق هذا العام وفي فشل مشروعات جديدة ومباني مطارات ومباني مستشفيات في تحمل زخات مطر أثبتت أن الرقابة الهندسية على المشاريع ضميرها يخر فساداً ويقطر بعدم المهنية ويعلن فشلاً ذريعاً للمهندسين وللشركات الاستشارية وللرقيب الهندسي”.
وتساءل الكاتب عن جدوى وجود الهيئات والجمعيات المهنية بما أنها لا تؤدي الأدوار الموكلة لها ولا تحاسب المقصرين وتفصلهم.
وقال: “فإذا كانت هيئة المهندسين لن تحاسب وتشطب المهندس المقصر في أمانته المهنية وجمعيات الأطباء لن تحاسب وتشطب الطبيب الذي خان أمانة المهنة وأهمل في رعاية المريض وإذا كانت الجمعية الصيدلية لن تحاسب الصيدلي الذي خان أمانة المهنة ووافق على شراء دواء غير فعال أو تهاون في صرف الأدوية المخدرة، وإذا كانت هيئة المحاسبين لن تحاسب محاسباً مالياً قصر في مسؤولياته ومارس فساداً فما فائدة وجود مؤسسات المجتمع المدني”؟!
وختم الأحيدب مقاله مطالباً بضرورة مراجعة أمور كثيرة والاستفادة من الأخطاء في كوارث سابقة، مبدياً استغرابه “ممن يؤمن باليوم الآخر وينام قرير العين وهو يرى جثمان غريق واحد يطفو على زبد سيلٍ يعلن فساده”.