المختصر /أثار التفجير الذي وقع في بيروت أمس الخميس، تساؤلات عديدة عن توقيته، في ظل تبني "تنظيم الدولة" للاستهداف، والذي أسفر عن مقتل 43 شخصا وجرح المئات، في الضاحية الجنوبية معقل الحزب، والأغلية الشيعية التي تقطن المنطقة. وعلى الرغم من أن التفجير ليس بالجديد في المنطقة، إلا أنه جاء بعد أعوام من انخراط حزب الله بالعمليات العسكرية، والممارسات الطائفية إلى جانب النظام السوري في عموم سوريا. وأكثر ما لفت انتباه المراقبين هو تأخر رد التنظيم على هذا التدخل، واستهداف مناطق مؤيدة لحزب الله في لبنان، والتساؤل عن التوقيت في عملية التفجير، حيث بلغت الأزمة السورية تعقيدات عديدة بعد التدخل الروسي، واكتساب جهود الحل زخما دوليا. ولعل الوضع الميداني الداخلي السوري ألقى بظلاله على التطورات، ففي حين أن النظام اكتسب دعما جويا روسيا، إلا أن المعطيات على الأرض تشير إلى تقدم المعارضة بشكل أكبر، واكتسب مساحات أكبر وخاصة بوسط البلاد. وحول الإنفجار الذي استهدف برج البراجنة، قال المقدم المظلي السوري محمود مصطفى محمود (أبو ثائر)، وهو من المنشقين عن النظام، وخدم 10 سنوات في لبنان إبان تواجد قوات النظام فيه، "لقد اختار حزب الله هذه المرة برج البراجنة كونها كانت مسرحا للقتال بينه وبين حركة امل الشيعية أيضا طيلة الحرب الأهلية". وأضاف في تصريح لـ"الإسلام اليوم"، أن "المنطقة موالية لموسى الصدر سابقا، قبل أن يبتلع الحزب حركة أمل وزعيمها بعد تهديده بالقتل، حيث سبق أن قتل كبار رجال الدين الشيعة، أمثال محمود فقيه، وعلي سبيتي، وهو نفسه اليوم يرتكب فيها مجزرة البرج". وعلل الاستهداف بأنه "وبسب الخسائر الجسيمة لحزب الله في سوريا، وقرب هزيمته رغم الدعم الروسي والإيراني، قرر توجيه رسالة قاسية عن طريق الغرفة السوداء، فقد أوعز بقتل أفقر شيعة لبنان، لأنهم يرفضون قتال الشعب السوري، ورغم دفع أموال طائلة لهم، رفضوا وأصبح الحزب يشعر أنهم سوف يتمردون عليه". وفي نفس الإطار، تابع القول، "ليس القتال بين حركة أمل وحزب الله في الأسبوع الماضي سوى بداية انهيار للعلاقة بين الحزب والحركة، كون غالبية الشيعة يهددهم الحزب إن لم يقاتلوا معه، بإرسال رسالة مفادها بأن الإرهاب أصبح في عقر ديارهم". وبين أن "التوقيت اختاره الحزب لأنه عادة تأتي التفجيرات قبيل أي اجتماع دولي، أو اي مؤتمر، من أجل أن يحققوا مكاسب أكثر على حساب دماء الأبرياء، وحزب الله مستعد لأن يحرق كل شيعة لبنان لحساب ولاية الفقيه، وهو يعلم أن رحيل بشار هو انتهاء مشروع الهلال الشيعي في المنطقة". وشدد على أن "داعش صنيعة إيرانية، والآن جعلوا منها فزاعة لكي يدفعوا بكل من تسول نفسه رفض القتال في سوريا، وحسن نصر الله رئيس الحزب قالها وبكل وقاحة، بأنه جندي في ولاية الفقيه، فجاء التفحير رسالة إلى زعماء دول العشرين المنعقدة اجتماعاتهم في أنطاليا التركية". كما لفت إلى أن التوقيت كان "لحظة وصول جلالة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا، وتحويل الانظار عن الانتصارات التي حققها الرئس التركي رجب طيب أردوغان دوليا وعربيا وإقليميا وداخليا، بعد فضحه ومحاربته لقوى الإرهاب"، على حد وصفه. من جهة أخرى، أوضح أن "انتصارات تركيا أزعجت إيران والروس، فقرر حزب الله ومن خلفه إيران والروس، توجيه ضربة قاسية لتركيا قبل مؤتمر انطاليا، إلا أنها جاءت بمثابة هزيمة". وأشار إلى أن "الحق سينتصر لا محال، وبفضل الله سيهزم المشروع الإيراني، ونحن نعلم انه لا عدو للفرس عبر التاريخ سوى الدولة العثمانية، والتاريخ يعيد نفسه". واختتم بالقول "من خلال اتصالاتي اليومية مع أصدقاء لي في الضاحية وما أكثرهم، وهم شرفاء ودماؤهم مهدورة من قبل حزب الله، فإنه وبسبب ازدياد عدد قتلى الحزب المخيف، شعر أن هذه المنطقة الفقيرة يمكن أن تنتفض وتخرج عن ولاية الفقيه، فقرر أصحاب الأيادي السود تنفيذ الانفجار بهذا المكان وهذا التوقيت".