[TABLE1="width:95%;"]
أراك عصي الدمع | [/TABLE1]
أراك عصي الدمع شيمتك الصــــــبر
أما للهــــــوى نهي عليك ولا أمــــــر
بلى ، أنا مشــــــتاق وعنــــدي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع لـــــه ســــــــــر
إذا اللي أضواني بسطـــــت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبـــــــــــر
تكاد تضيء النار بين جوانحـــــــــي
إذا هي أذكتها الصبابة و الفكــــــــــر
معللتي بالوصل و المـــــوت دونـــــه
إذا هي ظمـــــــآنا فلا نزل القطـــــر
حفظت و ضيــــــــعت المـــــودة بيننا
وأحسن من بعض الوفاء لك الغــــــدر
وما هذه الأيــــــــام إلا صحـــــــائف
لأحرفها ، من كف كاتبها ، بشـــــــر
بنفسي من الغـــــادين في الحي غادة
هواي لها ذنب ، وبهجتها عــــــــذر
تروغ إلى الواشـــــين في ، وإن لي
لأذنابها عن كل واشية وقـــــــــــــر
بدوت وأهلي حاضـــــرون ، لأنني
أرى أن دارا لست من أهلها فقــــر
وحاربت قومي في هواك ، وإنهم
إياي ، لولا حبك ، الماء و الخمــر
فإن يك ما قال الوشاة ولم يكـــــن
فقد يهدم الإيمان ماشيد الكفــــــر
وفيت وفي بعض الوفــــــاء مذلة
لإنسانة في الحي شيمـــتها الغــدر
وقور ، وريعان الصبا يستفزها
فتأرن أحيانا كما أرن المهــــــر
تسائلني : من أنت وهي عليمة
وهل بفتى مثلي على حاله نكــر
فقلت لها : لو شـــــئت لم تتعنتي
ولم تسألي عني ، وعندك بي خبر
فقالت : لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت : معاذ الل بل أنت لا الدهر
وما كان للأحزان لولاك مســـــلك
إلى القلب ، لكن الهوى للبلى جسر
وتلك بين الهـــــزل والجد مهجـــة
إذا ماعداها البين عذبها الهـــجــــر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعــــــاشق
إن يدي مما علـقـــــت به صـــفر
وقلبت أمري لا أرى لي راحــــة
إذا البين أنساني ألح بي الـهـــــر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمـها
لها الذنب لا تجزى به ولي العذر
فلا تنكريني يا ابنة العم ، إنــــــه
ليعرف من أنكرته البدو والحضر
ولا تنكريني ، إنني غيــر منكـــر
إذا زلت الأقدام ، واستنزل الذعر
وإنــي لــــجـــرار لــكــل كتيبة
معودة أن لا يخل بها النـــصـر
وإني لنزال بـــــكــل مـــخــوفــة
كثير إلى نزالها النـظـــر الشــزر
فاظمأ حتى ترتوي البيض و القنا
وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
و لا أصبح الحي الخلوق بغارة
ولا الجيش ، ما لم تأته قبلي النذر
و دار لم تخفنـــــي منيعة
طلعت عليها بالردى أنا والفجر
وحي رددت الخيل حتى ملـــكته
هزيما وردتني البراقع و الخمر
و ساحبة الأذيال نحوي لقيتها
فلم يلقها جافي اللقاء و لا وعر
وهبت لها من حازه الجيش كله
ورحت و لم يكشف لأبياتها ستر
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى
ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر
وما حاجتي بالمال أبغي و فـــوره
إذا لم أصن عرضي فلا وفر الوفر
أسرت وماصحبي بعزل لدى الوغى
ولا فرسي مـــهـــر ولا ربه غمــر
ولكن إذا حم القضاء على امرىء
فليس له بر يقيـــــه ولا بـــحــــر
وقال أصيحابي : الفرار أو الردى
فقلت : هما أمران أحلاهــــما مــــر
ولكنني أمضي لـــمـــــا لا يعيــبــني
وحسبك من أمرين خيرهما الأســـر
يقولون لي بعت السلامة بالردى
فقلت : أما والله ، ما نالني خسر
وهل يتجافى عني الموت ســـــاعة
إذا ما تجافى عني الأسر والضر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره
فلم يمت الإنسان ما حيي الذكـــر
ولا خير في دفع الردى بمذلـــة
كما ردها يوما بسوءته عــمـــرو
يمنون أن خلوا ثيابي و إنــــمــا
علي ثياب من دمائهمو حـــمــــر
وقائم سيف فيهمو اندق نصــــله
وأعقاب رمح فيه قد حطم الصدر
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فإن عشت ، فالطعن الذي يعرفونه
وتلك القنا و البيض الضمر الشقر
وإن مت فالإنسان لا بد مــــيت
وإن طالت الأيام و انفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به
وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
ونحن أنــــــاس لا توسط بــينــنا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المــعــالي نفــوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا و أعلى ذوي العلا
و أكرم من فوق التراب و لا فخر