لن يقفَ الشعبُ التركي ولا البلدان المجاورة أو البعيدة عن تركيا مكتوفة الأيدي أمام تخبط الإخواني أردوغان في سياسته الداخلية والخارجية ذات الهوس العثماني الإخواني .وكان الشعبُ التركي قد وجَّه صفعةً قويةً لأردوغان وحزبه الإخواني المجرم عندما أسقط عنه الأغلبية في البرلمان ، في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، وسد الطريق أمامه ومنعه من فرض دكتاتورية “عثمانية” إخوانيةٍ في تركيا ، وهو ما فجَّرَ حدة جنونه ، عبر اتهامه للجميع بالخيانة والتواطؤ مع “العدو” ضده ، فاستخدم “داعش” في الانتقام من معارضيه السياسيين ، عبر التفجيرات التي شهدتها تركيا بعد تلك الإنتخابات، والتي استهدفت المعارضة التي خيبت آماله وسددت ضربة قاضية له .
واتخذت جميع الدول التي تضررت بسبب سياسة أردوغان “العثمانية” الإخوانية مواقف فضحت هذه السياسة ، التي كان يروج لها حزب أردوغان زاعماً أنها ستقلل من مشكلات تركيا مع جيرانها ، ولكن الحقيقة على أرض الواقع أثبتت أن الإخواني المجرم أردوغان بتر كل الأواصر التي كانت تربط تركيا بجيرانها ، فإذا به وفي أقل من عقد ، ينعزل عن محيطه الإقليمي وأكثر من عانى من سياسة أردوغان العثمانية الإخوانية ، هو الشعب التركي نفسه الذي قبر أحلام اردوغان “العثمانية” وإلى الأبد بعد أن فتح أردوغان أبواب تركيا على مصراعيها للعصابات التكفيرية الإرهابية، بهدف الانتقام من الشعب السوري ، فإذا بتلك العصابات الإرهابية - بسبب الخطاب الطائفي التكفيري لأردوغان وحزبه. - تستوطن تركيا وتهدد أمنها واستقرارها .
وكان آخر ما تناقلته وسائل الإعلام التركية عن “ السياسة الإخوانية العثمانية ” لأردوغان هو وجود مدرسة يشرف عليها “الدواعش” في تركيا ، لتعليم الأطفال على العقيدة التكفيرية الإرهابية ، وتدريبهم على السلاح والذبح وكراهية كل شيء ، وأكَّدت تلك الوسائل إن عملاء تنظيم داعش أنشأوا مراكز إعداد الإرهابيين في اسطنبول وبنديك وباشاك شهير بإشراف حزب أردوغان ( حزب العدالة والتنمية ! ) الإخواني العثماني وعملاء النظام الفارسي الفاشي الإيراني و ( حزب اللات ) الإرهابي المهزوم .
وجاء هذا الكشف في إطار عمليات مكافحة الإرهاب ومداهمات في إسطنبول، على خلفية الهجمات والتفجيرات التي وقعت الأسبوع الماضي في أنقرة وأسفرت عن مقتل اكثر من 300 من الناشطين الأكراد وأشارت المعارضة التركية بأصابع الإتهام إلى أردوغان وحزبه الإخواني المتحالف مع “داعش“ وبلاد فارس ( إيران ) واللافت للنظرأن في هذا الكشف عن وجود مدارس ومراكز يديرها تنظيم. “داعش” في تركيا ،أنَّه رأس جبل الجليد فقط لنشاط متجذر وواسع لـ“داعش” والعصابات التكفيرية الأخرى في تركيا ، بعد أن فتح أردوغان وحزبه أبواب تركيا أمام مئات الآلاف من التكفيريين من مختلف أنحاء العالم ، الذين كانوا يتلقون التدريبات في الأراضي التركية قبل نقلهم إلى سورية ، فمن غير المعقول أن تؤسس “داعش” كل هذه المراكز لإعداد أجيال من “الدواعش” في تركيا ، بعيدا عن أعين الأمن التركي ، وهو ما أكد ويؤكد رواية المعارضة التركية ، حول وجود تحالف واسع وقوي بين أردوغان وحزبه والجماعات التكفيرية والإرهابية في العراق وسورية وإيران .
وما كشفت عنه الصحف ووسائل الإعلام التركية المعارضة شيء بسيط ، مقارنةً بالوجود الواسع لـ“داعش” في تركيا، ويبدو أن الشعب التركي على موعد مع اكتشافات جديدة بشان استباحة “داعش” لبلادهم ، بعد أن تبين أن أردوغان وضع الشعب التركي بين خيارين ، أحلاهما مر ، إما القبول بدكتاتورية “عثمانية” إخوانية جديدة بزعامته ، أو بالفوضى والإرهاب و“داعش“.