اردت ان اشير في هذا الموضوع الي نقطة في غاية الاهميه وهي الحسنات و السيئات الجاريه حتي بعد الممات، وهذه نقطه في غاية الاهميه بامكانها ان تحدد مصير الانسان ربما يتغافل عنها العديد او يجهلها فربما نكون في حاجه الي حسنة واحده في يوم تشخص فيه الابصار ولا ينفع فيه دينار و لا دولار يوم لا تنفع ساعات الندم والحسرة مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِٱلسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا
قال الله جل وعلا في سورة يس: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)**
فالناس بعد الممات تبقى آثار أعمالهم من الحسناتٍ والسيئاتٍ تجري عليهم و اليوم مع سرعة و تطور الانترنات اذا نشرت مثلا موضوع اسلامي يفيد المتصفحين يمكنك ان تتخيل عدد الحسنات التي ستكسبها خاصة اذا نقل الموضوع من شخص الي اخر ومن منتدي الي اخر و هذا ما يعني ان هذه الحسنات ممكن ان تتضاعف لزمن غير محدد و هذا مثال بسيط للحسنات الجاريه حتي بعد الممات
فتصور اذا نشر الانسان علي سبيل المثال مقطع اباحي، كم من مره سيتم مشاهدة هذا المقطع ؟ و اذا تم نشره من شخص الي اخر فان العدد من السيئات سيكون مهولا و هو للاسف جاري حتي بعد الممات وتبقى سيئاته تجري عليه دهراً من الزمان إن لم يكن الدهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزداد يوماً بعد يوم، حتى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حسبانه فيا ندامته ويا خسارته والعياذ بالله من مصيره وحاله. والحديث عن الحسنات والسيئات، أمرٌ لا مفرَّ منه، لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين، يقول تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ**
فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله بسيئاتٍ لم تكن بحسبانه، فعندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال، وناشراً إلى المنكر، من حيث يشعر أو لا يشعر. وبالتالي فإنه بسبب ما نشهده من تقدم وتطور، في سائر نواحي الحياة، ولا سيما في مجال نقل المعلومات، فكانت صور السيئات الجارية متعددة وفي وقت وجيز أصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً بالإضافة إلى سهولة انتشار