رفضت شركة ألمانية يملكها رجلا أعمال أتراك صفقة لبيع الأسلاك الشائكة الى المجر لاعتراضها على السياسات التي تتبعها المجر في وجه اللاجئين الفارين من الحروب.
وكانت المجر قد أعلنت عن رغبتها في بناء جدار من الاسلاك الشائكة بطول 175 كيلومترا على امتداد حدودها مع صربيا لمنع اللاجئين من العبور الى أوروبا عبر أراضيها.
وعليه فقد رفضت الشركة الألمانية لصاحبيها الاتراك مراد اكريك وطلعت ديغير العرض المجري معترضة على استخدام الأسلاك الشائكة في وجه اللاجئين. وقالت الشركة في بيان لها: "الأسلاك الشائكة مصممة لمنع الأعمال الاجرامية"، مؤكدة على أن اللاجئين القادمين الى أوروبا أطفالا وشبانا ليسوا مجرمين.
وقال طلعت ديغير في حديث خاص لديلي صباح أن شركته قد رفضت العرض المجري وقيمته 500.000 يورو نظير تصنيع 10.000 من لفائف الأسلاك الشائكة بطول 40 كيلومترا.
وأكد ديغير على أن الأسلاك الشائكة تشكل خطرا كبيرا على جميع الكائنات الحية وقال: "في الأوضاع الطبيعية توضع هذه الأسلاك على قمة جدار بارتفاع مترين من أجل حماية البشر والكائنات الحية من الضرر. إلا ان الحكومة المجرية تريد وضع هذه الأسلاك على الأرض مباشرة مما سيشكل خطرا كبيرا على كل من يحاول العبور من خلالها من اللاجئين، ومنهم الأطفال والنساء".
كما اضاف: "البشر أو الكائنات الحية الأخرى التي تعلق في هذه الأسلاك سوف تتعرض الى المزيد من الأذى الجسدي كلما حاولت تخليص نفسها من الأسلاك".
وأشار ديغير الى أنه قد شهد شخصيا مع عائلته على المعاناة التي يواجهها اللاجئون في محاولاتهم للعبور عبر الحدود المجرية الصربية وذلك في الوقت الذي كان يتوجه فيه الى إجازة الى تركيا وهو ما دفعه أكثر الى اتخاذ هذا الموقف الرافض للمشاركة في ما اعتبرها "عملية غير انسانية". كما أكد ديغير، صاحب الشركة على أن عائلته كانت ضمن العائلات المهاجرة الى المانيا في الماضي.
وقد لقيت الشركة دعما من قبل العديد من مؤسسات المجتمع المدني كما تلقت الكثير من رسائل الشكر والثناء.
من جانب آخر تعاقدت شركة صينية مع الحكومة المجرية لتصنيع جدار الاسلاك الشائكة.