أحبتي ..
اعجبني الموضوع .. تعالوا نقرأ :
الكاتبة / هالة الدسوقي
[TABLE1="width:95%;"]
لا تتعجب إنه جنون "الحاكم بأمره" الحب | [/TABLE1]
((((((11)))))((((((11)))))
عندما يقتحم الحب القلب .. يفعل به الأفاعيل ويتصرف حسبما يشاء
فيغمض العين ويخدر العقل ويصبح هو السيد الحاكم بأمره، ويطلق
جنونه، الذي وصفه نزار قباني في
قصيدته "مدرسة الحب" بقوله
علمني حبك سيدتي أسوأ عادات
علمني افتح فنجاني .. في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين واطرق باب العرافات
علمني اخرج من بيتي .. لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
فأفعال المحبين هكذا مرادفة للجنون، ومن المفترض أنها لا تثير
العجب ولا الاستياء فهذا هو حكم الهوا.
[TABLE1="width:95%;"]
ولارتباط الجنون بالحب أسطورة تقول: | [/TABLE1]
[TABLE1="width:95%;"]
يحكي | [/TABLE1]
أنه كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، وقبل أن يوجد البشر ، كانت
الفضائل والرذائل تطوف العالم معًا ، وتشعر بالفراغ والملل الشديد .
وطردًا للملل ، وجلبًا لبعض المتعة ، لمعت في مخ الإبداع فكرة فنادى :
ما رأيكم في لعب الاستغماية ، ونرى من سيكون الأخر في إمكانية الوصول إليه ؟
هللت الرذائل والفضائل متجاوبة ، ورأت في ذلك متعة جميلة ، وفرصة
لقضاء وقت هانئ وتسلية مريحة .
وباندفاعٍ متوقَّعٍ صرخ الجنون : أنا الأول ، أنا ألعب الأول ، أنا من سيغمض
عينيه ، وأنا من سيبدأ العدّ .. وعليكم أنتم الاختباء في أنحاء المكان .
ودون أن يعطيهم فرصة اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ : واحد اثنان ثلاثة ..
وفعلاً بدأت الفضائل والرذائل بالاختباء - بحسب طريقة تفكير كل منها - فوجدت
الرقة مكانًا لنفسها فوق القمر ، وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة ، بينما
دلف الولع بين الغيوم ، ومضى الشوق إلى باطن الأرض أما الكذب فقد قال
بصوت عالٍ : سأخفي نفسي تحت كوم الحجارة هذا ثم غاص في قعر البحيرة
عميقًا ، بحيث لا يراه الجنون .
استمر الجنون في العد وهو ينظر من خلال أصابعه : تسعة وسبعون.. ثمانون
واحد وثمانون ، بينما كانت الفضائل والرذائل كلها قد اختبأت ، واجتهدت في
إخفاء نفسها ؛ ما عدا الحب ؛ فهو - كعادته - لم يكن صاحب قرار ولم
يحسم أمره أين يختفي !
تابع الجنون العد : 95 .. 96 .. 97 .. 99 وعندما كاد يصل في تعداده إلى مائة
قفز الحب وسط أجمة من الورد ، واختفى بداخلها بسرعة . عندها فتح الجنون
عينيه ، وبدأ البحث صائحًا : " أراكم واحد واحد ، وسوف أمسك بكم جميعا ؟"
كان الكسل أول من انكشف ؛ لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه ، بعده
ظهرت الرقّة المختفية في القمر ، ثم خرج الكذب من قاع البحيرة وقد كاد أن
يموت اختناقًا ، وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض ، حتى لا يقضي
نحبه دون أن يشعر به أحد.
المهم أن الجنون كشف مخابئهم واحدًا بعد الآخر ؛ ما عدا الحب الذي أخفاه
الورد والشوك . وقبل أن يصاب الجنون بالإحباط واليأس من أن يكشف
مخبأ الحب - وبكل نذالة - اقترب منه الحسد هامسًا في أذنه : هناك أراه ؟
مختبئ بين أشجار الورد !
وفي اندفاع التقط الجنون رمحًا خشبيًّا ، وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل
طائش ، ولم يتوقف إلا عندما سمع صرخة عظيمة ، وتأوهات تمزق القلب !
بعدها ظهر الحب ، وهو يحجب عينيه بيديه، والدم يقطر من بين أصابعه ! ويصيح
آه يا عيني ! خبط الجنون رأسه عدة مرات في صخرة قريبة وصاح : يا الله ماذا فعلت ؟
لقد أعميت عينيه، لقد جنيت على الحب، كيف أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك بصرك ؟
ووسط آلامه ، أجابه الحب: سأتشبث بك مدى الحياة، حتى لا أتخبط في
الطرق، فخذ بيدي، وكن أنت عيني، ودليلي في الحياة ..
ومن يومها أصبح
[TABLE1="width:95%;"]
الحب أعمــــى يسوقه الجنون | [/TABLE1]
..
تحيااااتي .... @@