الارتباك الإيراني الواضح في الخطاب الدبلوماسي سببه الموقف الصعب الذي باتت تواجهه طهران في اليمن حيث ترى وكلاءها الحوثيين بصدد الانسياق إلى هزيمة مؤكّدة على يد التحالف الذي تقوده المملكة، وتقف عاجزة عن فعل أي شيء لتغيير مسار الأحداث.
ونفت طهران أمس مجددا تدخّلها في اليمن، معتبرة ما يروج بشأن ذلك مجرّد اتهامات سعودية.
وتزامن ذلك النفي الوارد على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، مع تصريح لوزير الخارجية محمد جواد ظريف “ادعى” فيه أن أمن المملكة يهم بلاده وأنّها حريصة عليه.
وكشف تضارب الخطاب الإيراني تجاه المملكة ، رغم صدوره عن ذات الوزارة عن ارتباك في الموقف الإيراني يرجّح أنّ سببه الموقف الصعب الذي باتت تواجهه طهران في اليمن، حيث ترى وكلاءها الحوثيين بصدد الانسياق إلى هزيمة مؤكّدة على يد التحالف الذي تقوده غريمتها السعودية، وتقف عاجزة عن فعل أي شيء لتغيير مسار الأحداث.
ويبدو أن إيران تستعد لهضم الهزيمة في اليمن بالتبرّؤ من التدخل في ساحته وهو ما يخالف الواقع، ويتضارب مع القناعة السائدة إقليميا ودوليا بأن جماعة الحوثي المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ليست سوى وكيل لإيران، وأنها ما كانت لتستطيع دون الدعم الإيراني بالمال والسلاح أن تسيطر على مساحات شاسعة في البلاد.
وقد ثبت ذلك عمليا من خلال إحباط عدّة محاولات لتهريب سلاح إيراني إلى الحوثيين في اليمن عبر البحر، وتمت في وقت سابق إحاطة الأمم المتحدة علما بذلك.
وقالت أفخم إن الاتهامات السعودية المتكررة بتدخل إيران في شؤون اليمن مرفوضة تماما.