أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم (الـ01 من محرم، 1437)، مقتل ضابطين كبيرين (برتبة كولونيل)، في الحرس الثوري الإيراني، حيث زعمت أنهما لقيا مصرعهما خلال معارك ضد تنظيم "داعش" في سوريا. وقال الحرس الثوري -في بيان على موقعه الإلكتروني، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية- إن "فرشاد حسوني زاده"، و"حميد مختار بند"، قتلا في سوريا"، دون أن يوضح البيان أين أو كيف قتلا. لكن مراسل التلفزيون الإيراني الرسمي في سوريا، كتب الثلاثاء -على صفحته على موقع أنستجرام- أن الضابطين قتلا الإثنين الماضي. وأوضح بيان الحرس الثوري، أن الضابطين "كانا يقدمان المشورة والمساعدة للقوات المقاتلة في سوريا ضد الجماعات الجهادية"، وأنهما "سيدفنان في محافظة خوزستان، جنوب البلاد". وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد كان "مختار بند"، قائد لواء في مدينة الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان. المثير، أن الضابطين القتيلين، من مساعدي الجنرال الإيراني، حسين همداني، الذي قتل في الأسبوع نفسه، في مدينة حلب السورية. وكانت مصادر إيرانية قد أفادت -قبل أيام- أن طهران أقالت اللواء "همداني" من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا "بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية". غير أن معلومات متواترة، أفادت أن "همداني" لقي مصرعه، بعد خلافات مع مراكز نفوذ في قمة هرم السلطة الإيراني، وأن مقتل مزيد من مساعديه، يستهدف إخفاء خزينة الأسرار التي كان يمتلكها عن العمليات الميدانية الدموية في العراق وسوريا. ومما يرجح هذه المعلومات، تأكيد خبير أمريكي "ظهور الجنرال الإيراني قاسم سليماني -قائد فيلق القدس، نخبة الحرس الثوري- في سوريا، وإشرافه شخصيًّا، على القوات الإيرانية وقوات حزب الله المقاتلة هناك"، وهى المعلومات التي جرى الكشف عنها بعد مقتل "همداني". ومعروف أن "سليماني" كان على خلاف دائم مع الجنرال همداني، الذى تم ترشيحه قبل شهور لخلافة سليماني، في الإشراف على الميليشيا الإيرانية في المنطقة العربية، بعد فشل تجربة سليماني في الإبقاء على نوري المالكي على رأس الحكومة العراقية، وتراجع الميليشيا المحسوبة على طهران في العراق أمام المقاومة العراقية، قبل استغلال سليماني علاقته القوية بمرشد الثورة على خامنئي، في إلغاء ترشيح "همداني". وكان الجنرال "همداني" يعارض –بشدة، قبل مصرعه- الاستعانة بأية أطراف أخرى غير إيرانية أو عناصر حزب الله اللبناني، في حسم الملف السوري، لكن "سليماني" وضع اللمسات الأخيرة على خطة التدخل الروسي في سوريا، خلال زيارات مكوكية لموسكو. وتشير المعلومات إلى أن "سليماني" نجح في إقناع القيادة السياسية والعسكرية الروسية بخطته، وبالقدرة على التصدي للمخططات الرامية إلى إسقاط الأسد، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز" في وقت سابق. وأورد موقع "24 الإماراتي" -نقلًا عن الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب في المنطقة العربية في معهد "بروكنينجز"، شارلز ليستر- أنه "رغم النفي الإيراني والتكذيب القطعي لأي حضور عسكري إيراني في سوريا، والتشديد على أن الأمر لا يتجاوز الدعم اللوجستي والفني للقوات السورية، فقد أظهرت صور حديثة، إشراف سليماني شخصيًّا، ولقاءاته مجموعات المقاتلين من الجيش النظامي السوري، وعناصر إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا".
وتأتي هذه المعلومات، بعد انتشار أنباء عن تزايد أعداد القيادات العسكرية الإيرانية التي لقيت مصرعها في المعارك الدائرة في سوريا، ويتزامن -في الوقت نفسه- مع تزايد الأنباء الواردة من دمشق، عن الإعداد لهجوم بري كبير، لاستعادة حلب من القوات المعارضة