أنحى خبير ألماني باللائمة في كارثة تدافع منى على الحجيج الذين لم يلتزموا بالنظام الذي وضعته المملكة قبل سنوات لتنظيم عملية رمي الجمرات.
وقال الخبير "ديرك هيلبينج" المتخصص بكوارث الجماهير وإدارة الحشود، إن السلطات السعودية طبقت قبل عدة سنوات نظام الاتجاه الواحد لمنع حدوث التقاطع أو السير عكس الاتجاه؛ لتجنب نتائج ذلك الكارثية، غير أنه لم يتم الالتزام بهذا النظام.
وحدد "هيلبينج"، في حوار أجرته معه مجلة "دير شبيجل" الألمانية، ونقله موقع "مصر العربية"، الثلاثاء (29 سبتمبر 2015) عدة عوامل بسببها لا يمكن السيطرة بالكامل على الحج؛ منها أن نصف الحجاج تقريبًا غير مسجلين، فضلًا عن عدم التزام بعضهم بالمبيت داخل الخيام.
وأضاف "هيلبينج" أن من العوامل أيضًا انتماء الحجاج إلى أكثر من 100 دولة، وتحدثهم أكثر من 150 لغة، وبعضهم لم يستخدم مصعدًا ولا سلمًا كهربائيًّا من قبل، وبعضهم يفضِّل عدم الانفصال عن المجموعة التابع لها.
توقيتات الرجم
وأشار "هيلبينج" إلى أنه رغم قيام السلطات السعودية بعمل مخططات وجداول تحدد من خلالها مواعيد رمي كل مجموعة للجمرات، على أن يكون مشرف المجموعة مسؤولًا عن الانضباط في توقيت الرمي، فإن أحدًا لم يلتزم بهذه التوقيتات.
وأوضح أن التدافع المميت يقع عند حدوث أي إعاقة لحركة سير الحجاج، فيفقد تدفُّق الحجاج سيولته؛ حيث تبدأ المسافات بين الحجاج في التقلص حتى تتراوح الكثافة ما بين خمسة إلى عشرة أشخاص في المتر المربع الواحد، في حين أن الطبيعي هو شخصان لكل متر مربع واحد.
سقوط الدومينو
وأشار "هيلبينج" إلى أنه مع هذا الاحتكاك الرهيب للأجساد، يسقط البعض ويتم دهسهم؛ فمن يسقط لا يقوى على النهوض مرة أخرى، فتحدث الكارثة ويسقط الضحايا؛ لأن أجسام الحجاج تبدأ في السقوط أوتوماتيكيًّا نتيجة الدفع، ويتحول الأمر إلى ما يشبه سقوط قطع الدومينو. وفي هذه الأثناء لا يحصل الحجاج المدهوسون على الهواء اللازم فتحدث الوفيات.
فعلت ما في وسعها
وأكد "هيلبينج" الذي عمل بالسعودية قبل 8 سنوات، أن السلطات السعودية فعلت كل ما بوسعها لتأمين سلامة الحجاج؛ وذلك بإجراء تغييرات في جسر الجمرات؛ حيث صار الآن مكونًا من 5 طوابق، وزادت مساحة المرمى، وكذلك القدرة الاستيعابية، وتم تحديد ممرات ذات اتجاه واحد لمنع تعطيل سيولة تدفق الحجيج.
وتابع "هيلبينج" أن المملكة أنشأت أيضًا برجًا للمراقبة، ونظام مراقبة بالفيديو، واستحدثت نظام إنذار آلي لإحصاء أعداد الحجاج وإصدار تحذير حال تجاوز الأعداد الكثافة المسموح بها، كما تم تدريب العاملين في تنظيم الحج على عمليات الطوارئ والإنقاذ السريع ومواجهة المواقف الصعبة.