لحاج محمد
«أثناء السير في اتجاه الجمرات، فوجئتُ بتوقف سير الحجاج بشكل غريب وغير معلوم، وما هي إلا دقائق حتى قدِمت دفعات من الحجيج من الخلف وحصل التدافع الشديد»، يروي الحاج محمد، أحد المصابين لصحيفة «سبق» السعودية، حسبما نقل موقع «هافنجتون بوست العربي» اللحظات الأولى للحادثة.
ويتابع الحاج محمد روايته موضحًا ما حدث بعد ذلك قائلًا: «أخذت النساء تصرخ بصوت عالٍ، وكبار السن سقطوا على الأرض، وظلت الحادثة قائمة حتى تدخلت الجهات المختصة من فِرَق طيبة وأمنية لإنقاذنا».
حاجة مصرية:
نفس الرواية شاهدتها حاجة مصرية، لم يذكر اسمها، تابعت الموقف من موقع جلوسها بجانب شارع العرب: «أثناء جلوسي بجانب شارع العرب لأخذ قسط من الراحة بسبب تعبي الشديد من طول المشي، شاهدت أعداداً كبيرة قادمة من الحجاج بمختلف جنسياتهم يتجهون نحو الجمرات، وحين وصولهم بالقرب مني توقفوا عن المشي؛ بسبب أعدادهم الكبيرة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى قدمت دفعات أخرى وهي مَن سَبّب التدافع وسقوط الحجاج بعضهم على بعض؛ مبينة أنها تَعَرّضت إلى كدمات بالظهر والجوانب».
شاهد عيان آخر كشف، في حديث لقناة «العربية»، أن رجال الأمن السعوديين تواجدوا في الشارع الذي وقعت فيه الحادثة في السابعة صباحًا وكانوا يسارعون في تنبيه الحجاج بعدم الدخول في الشارع الضيق.
وتسعى السلطات السعودية لنشر اسماء ضحايا تدافع منى حيث من خلال الفرز الذي يجري الان جمعنا لكم معلومات عن جنسيات ضحايا حجاج منى، الذي راحوا ضحية التدافع الذي حصل الليلة الماضية اثناء ذهابهم الى مشعر منى لرمي جمرة العقبة مما ادى الى دخول الحجاج في بعضهم البعض وحصوصا حالات اختناق.
وفي نبأ عاجل اصدر الملك سلمان اوامر ملكية تقضي بضرورة مراجعة جميع الخطط في المملكة العربية السعودية وتعديل جميع خطط الحجاج في المواسم القادمة وضرورة محاسبة المقصرين ونعى خادم الحرمين الشريفين حجاج بيت الله الحرام اليوم وقال إنهم شهداء عند ربهم وطالب الجميع بضرورة التروي.
فيما اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود اوامر ملكية جديدة اليوم الخميس 11-12-1436 بعد ساعات من حادث تدافع الحجاج في مشعر منى والذي راح ضحيته اكثر من 800 حاج وحاجة واكثر من الف اصابة في صفوف الحجاج.
الشاهد 1: الدكتور عبدالرحمن عبدالله جبرين
روى شاهد عيان على الحادث المفجع الذي وقع اليوم في مشاعر منى التي توفي فيها 717 حالة حاج وأصيب 836 حاج.
وفيما يلي ما قاله الشاهد الدكتور عبدالرحمن عبدالله جبرين عن حادث التدافع بمنى:
كنت في بؤرة منطقة التكتل البشري الذي سبب تدافعا أدى لوفاة أكثر من 200 شخص وإصابة المئات، هذا ليس تقريرا فالتقارير يكتبها الاعلاميون وأنا لست منهم، وليس شكوى فأنا أعلم حرص قادة هذه البلاد على سلامة الحجاج وأعلم الجهود التي يبذلها رجال الامن في الميدان لكنها مشاهدات من قلب الحدث لعلها تفيد المسؤولين في تقويم العمل وتفادي الحوادث.
الحادث وقع في شارع 204 ونقطة التدافع بداية من تقاطعه مع شارع 219 الى جسر الملك خالد، ودعت سائق الحافلة على جسر الملك عبدالله وانطلقت مع طريق الملك فهد في منى باتجاه الجمرات، كنت ارغب رمي الجمرات من الدور الاسفل ولهذا بدأت أسلك الطرق التي تقع في وسط منى لأن طريق الملك فهد يلي الجبل، وصلت لطريق 204 عبر طريق 225 وقبل أن أصل إليه لاحظت الكتل البشرية التي تموج فيه فحدثتني بالرجوع ولكن معرفتي بطبيعة الطرق في يوم العيد جعلتني أواصل رغم الصعوبة التي وجدتها في البداية، بدأت ألاحظ سقوط بعض كبار السن بسبب الإجهاد وبخاصة الذين يدفعون بالعربات، حينما اقتربت من شارع 223 بدأ الزحام يشتد وبدأت الناس تسقط وكان هناك سيارة في الوسط سببت كثيرا من التعب للحجاج
كان الناس يدخلون من شارع 223 إلى 204 وهذا أمر زاد من المشكلة وفي هذا التقاطع رأيت الحجاج يتساقطون ويداسون والاستغاثات تنبعث من كل مكان وبخاصة كبار السن والنساء، كان الناس يتعلقون بأسوار المخيمات ويصعدون فوق الخيام فرارا من الموت
بذلت كل جهدي في الخروج من هذا التقاطع وسقط ردائي ولم احفل به وخرجت باتجاه شارع 204، لكن الزحام مازال شديدا والناس صرعى تحت الاقدام وكدت أن أسقط عدة مرات، حاولت الدخول لأكثر من مخيم من مخيمات الحجاج ولكن الحراس يمنعون دخول الناس وهذا ضاعف المأساة
بلغ منى الاجهاد مبلغه واتجهت لمخيم قريب وفي غفلة من الحارس دخلت للمخيم فحاولوا منعي ولكن أصررت على الدخول ودخلت لغرفة الادارة
رميت بنفسي بجوار الباب استرد انفاسي وكان قد سبقني عجوزان تونسيتان يبدو عليهما الاجهاد وطالب من الكلية الأمنية منهك القوى
بعدما ارتحت كان الموظفون يمنعون دخول الناس فحدثت مدير المخيم المهندس أديب خوج عن المأساة فأبدى تفاعله جزاه الله خيرا فامتلأت الادارة والممر الرئيسي بالحجاج وبذل هو وموظفوه جهودا طيبة في التخفيف عن الحجاج، بقي الوضع أكثر من ساعة قبل أن يحل وكان الرائد سعيد العمري يحاول جهده في استنفار طلاب الكلية وابلاغ الجهات المختصة عن الحادث.
وأضاف الشاهد في الساعة التاسعة والنصف ودعت المهندس أديب وشكرته لما خرجت لم اتمالك نفسي فبكيت شكرا لله على السلامة حينما رأيت الجثث الممددة والنقالات العديدة التي تنقل المصابين، وسرت باتجاه الجمرات والطريق مملوء بالمناظر التي تدمي القلب من الموتى تقبلهم الله والجرحى شفاهم الله وعويل اقارب هؤلاء، وكان الحضور لفرق الدفاع المدني والإسعاف وبقية القطاعات الأمنية كثيفا ولكن مباشرتهم للحادث تأخر كثيرا رغم الاستغاثات التي وجهها الضابط المباشر للحادث الرائد سعيد العمري واستنفاره لجميع طلاب الكلية الأمنية القريبين من الموقع ، من المؤسف أن كثيرا من المخيمات المجاورة للحدث تعاملت مع الحادث بسلبيةلاحظت قلة مخارج الطواري والمفترض وجود مخارج للطرق المجاورة بعد كل خمسين متر تقريبا
العربات جزء كبير من المشكلة وأصحابها هم أكثر من تضرر ولو بحث عن حل لها كمسارات خاصة او نحو ذلك لخف الوضع في مثل هذا الحادث
ذكر الطالب الذي رأيته مجهدا أن الحجاج دفعوه هو وزميله وأزالوا الحواجز ودخلوا بالقوة فلو كان هناك بوابات حصينة تقفل بها الشوارع أتوماتيكيا لأراحت الأفراد ومنعت التجاوز.
شهود 2: الحاج ذكر الله و الحاح حسن
كما روى عدد من الناجين من حادثة التدافع في مشعر منى لـ “عين اليوم” قصة نجاتهم من هذا الحادث الأليم الذي أودى حسب الإحصاءات الرسمية بـ 717 حاجا في أول أيام العيد .
وقال كل من الحاج ذكر الله و الحاح حسن : اتجهنا من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى لرمي الجمرات وعند وصولنا للطريق الذي وقعت فيه حادثة التدافع تفاجأنا بقدوم مجموعة من الحجاج قادمين بعكس اتجاه طريقنا .
ونظراً لكثرة الحجيج قام البعض بدفع الآخر ولكن الحمد لله تيسرت أموري ونجوت من عنق الزجاجة ، و بعد أن أنهينا رمي الجمار وصلتني الأنباء غير السارة بوقوع تدافع في نفس الموقع الذي سلكناه قبل أقل من ساعة من خروجنا منه حامدين الله عزوجل أن نجانا .
فيما أوضح الحاج زهير والحاج حسين وغيرهم انهم كانوا فوق أحد الجسور وكانوا يحاولون النزول من أعلى الجسر إلى طريق المشاة إلا أنهم لاحظوا التدافع الذي تابعوا لحظات منه ففضلا عدم النزول من موقعهم حرصا على سلامتهم.
شاهد 3: مراقب صحفي
تدافع الكثير من الحجاج في الشارع غير الرئيسي بمشعر منى في اليوم الأول لأعمال الحج بعد الوقوف بعرفات وتحرك بعض الحجاج دون اتباع خطط التفويج المقررة بمعرفة الجهات الأمنية وتعليمات وزارة الحج ليتبعها فوضى بين بعضهم من جنسيات مختلفة أغلبها آسيوية وأفريقية، صعدوا للمخيمات هربا من الزحام ، مما أحدث تدافعا بين الحجاج، وسقوط الكثير منهم بحسب مارواه شاهد عيان لـ “عين اليوم”.