لقد تحدثت الكثير من الدراسات عن علاقة فيتامين د بمرض السكري، فالبعض يقول ان نقصه (أي نقص فيتامين د) يؤدي الى الإصابة بمرض السكري، والبعض يقول ان نقصه هو مرض مصاحب لمرض السكري، والبعض يدعي أن علاج نقصه لدى مرضى السكري يساعد في المحافظة على مستوى سكر معتدل، فأين تكمن الحقيقة وما هي الإجابة الصحيحة اذا سأل السائل عن علاقة فيتامين د بمرض السكري سواء علاقته كمسبب أو علاقته كواق أو علاقته كمصاحب لمرض السكري. إن المطلع على الدراسات العلمية الخاصة بفيتامين د يجد أن فيتامين د وخاصة نقص مستواه ارتبط بعدد كبير من الأمراض المزمنة ومثال ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وأنواع متعددة من السرطان. وأشارت احدى الدراسات - التي أجريت على عدد من مرضى السكري النوع الأول تجاوز عددهم الثلاثة آلاف مصاب - الى أن نسبة كبيرة منهم كان لديهم نقص في فيتامين د. كما أجريت دراسات متعددة أثبتت أن مرضى السكري من الأطفال كان لديهم نقص في مستوى فيتامين د وذلك عند التشخيص الأولي أي في الأشهر الأولى من الإصابة بالمرض.
كما أجريت دراسة محلية بحثت في مستوى فيتامين د في أكثر من 100 مريض من الأطفال المصابين بالسكري النوع الأول وذلك بالمشاركة مع مستشفيات محلية أخرى، واتضح أن حوالي 80% من الأطفال كان لديهم نقص في فيتامين د مقارنة بقرنائهم من الأطفال السليمين حيث وجد أن حوالي 60% منهم لديه نقص في فيتامين د. كما أن هناك دراسات محلية متعددة تشير الى زيادة نسبة اصابة الأطفال خاصة والبالغين عامة بنقص فيتامين د والذي قد يكون سبباً في زيادة الإصابة بالأمراض المزمنة عامة ومرض السكري خاصة. وبالرغم أنه لا يمكننا الجزم بأنّ نقص فيتامين د هو المسبب الأوحد الا أن هذه الدراسات لابد أن تدفع الجميع الى التأكد من سلامة مستوى فيتامين د لديه. فقد كان المعتقد في السابق أن دور فيتامين د يقف عند حد توازن الكالسيوم في الدم ومنع هشاشة العظام والكساح ونحوها، الا أن ذروة المكتشف حديثاً تعدى ذلك الى قدرته في التحكم في ضغط الدم وافراز الأنسولين وتكاثر الخلايا وتقوية المناعة.
إن هذه الدراسة السعودية الآنفة الذكر لا تدل فقط على أن مرضى السكري لديهم نقص في فيتامين د ولكن تدل على أن الأصحاء الذين تمت مقارنتهم بهم كان لديهم هم أيضاً انخفاض في مستوى فيتامين د. ولم يتضح حتى الآن دور فيتامين د في الوقاية من مرض السكري الا أن الاعتقاد العلمي العام يدل على أنه له دور والذي لم يثبت حتى الآن وتنصح معظم المنظمات الصحية بالمحافظة على مستوى فيتامين د في حدوده الطبيعية للحيلولة دون الإصابة بهشاشة العظام أولاً والأمراض المزمنة ثانياً والذي قد يندرج مرض السكري تحتها. وهناك توجه جديد لفحص مرضى السكري عامة والأطفال خاصة عن مستوى فيتامين د بالإضافة الى أملاح الكالسيوم والفوسفات وإنزيمات العظم وهرمون الغدة جار الدرقية وتعويضهم بفيتامين د إن استدعى الأمر. ويحتاج الإنسان عادة ما بين 400-600 وحدة يومياً وقد يحتاج مريض السكري الذي لديه نقص في فيتامين د الى جرعات أكبر إذا كان لديه نقص شديد في مستوى فيتامين د.