لقد أحب الشاعر ابراهيم ناجي ايام دراسته فتاة كانت زميلته في الدراسه الثانويه حباً عذرياً جعله يتعلق بها ويبني آماله الكبيره فبادلته نفس الشعور قبل أن تفرط في حبه وتغدره في عهده فأنهارت الآمال التي بناها فلم يجد لنفسه عزاء إلا ان يهيم بكلمات الأطلال التي يجد فيها العزاء لنفسه فأتت بداية القصيده بالعزاء لقلبه الذي هو مصدر حبه معزّياً له
يا فؤادي لا تسل أين الهوى *** كان صرحاً من خيالٍ فهوى اسقني واشرب علىأطلاله *** وارو عني طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبراً *** وحديثاً من أحاديث الجوى لست أنساك وقد أغريتني *** بفـمٍعذب المناداة رقيـق ويـدٍ تمـتد نحـوي كـيـدٍ *** من خلال الموج مدّت لغريق وبريقٍ يسبق ال له *** أين في عينيك ذيّـاك البريق ياحبيباً زرت يوماً أيكه *** طائر الشوق أغني المى لك إبطاء المدل المنعم *** وتجني القادر المحتكم وحنيني لك يكوي أضلعي *** والثوانى جمرات في دمي وتزوجت الفتاة شاب آخر فأنتفضت رجولته لا يريد ان يكون اسيراً لفتاة لم تصن عهده ولا يريد أن يظل يئن تحت جراح الماضي وأراد أن يبحث عن حرية نفسه التي هي أغلى من كل حب أعطني حريتي أطلق يديا *** إنني أعطيت ما استبقيت شيئا آه من قيدك أدمى معصمي *** لم أبقيه وما أبقى عليّـى مااحتفاظي بعهود لم تصنها *** وإلام الأسروالدنيا لدى أين من عيني حبيب ساحر *** فيه عز وجلال وحياء واثق الخطوة يمشي ملكاً *** ظالم الحسن شجي الكبرياء عابق السحر كأنفاس الربا *** ساهم الطرف كأحلام المساء
أين مني مجلس أنت به *** فتنة نمت سناء وسنا وأنا حب وقلب هائم *** وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا *** ونديم قدم الكأس لنا هل رأى الحب سكارى مثلنا *** كم بنينا من خيال حولنا ومشينا في طريق مقمر *** تنشد الفرحه فيه حوانا وضحكنا ضحك طفلين معاً *** وعدونا فسبقنا ظلنا وانتبهنا بعد ما زال الرحيق *** وأفقنا ليت أنّا لا نفيق يقظت طاحت بأحلام الكرى *** وتولى الليل والليل صديق وإذا النور نذيرٌ طالعٌ *** وإذا الفجر مطلٌ كالحريق وإذا الدنيا كما نعرفها *** وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
وصادف في أحدى الليالي وهو يخرج من فندق على شاطيء النيل إمرأة مع زوجها تنظر إليه بنظرة شاحبة تبدو عليها الأسف في التخلي عن العهد وضياع الوفاء .. وكانت نظرة فيها صحوة الماضي لإبراهيم ناجي فشاهد المرأة تمسح بطرف منديلها قطرة من الدمع ...دون أن يدرك زوجها الواقف بجانبها فأسرع إبراهيم ينطلق بسيارته عبر شوارع القاهرة حيث أنه هو الآخر هاجت فيه عاطفة الماضي مليئة بالأسف والحسرة فأستطرد في القصيدة قائلاً
أيها الساهر تغفو *** تذكر العهد وتصحو وإذا ما التأم جرح *** جدّ بالتذكار جرح
ياحبيبى كل شىء بقضاه *** ما بايدينا خلقنا تعساء فتعلّم كيف تنسى *** وتعلّم كيف تمحو ربما تجمعنا اقدارنا *** ذات يوم بعد ما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله *** وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته *** لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء