بسم الله الرحمن الرحيم
لا يختلف اثنان أن
الرئيس التركي
أردوغان نجح كرئيس في صناعة نهضة إقتصادية وتنموية في تركيا حتى وإن كان معظم ( الحلاقين ) الأتراك في بلادنا يتذمرون من سلطته المطلقة وبعضهم يعتبرها ديكتاتورية ولكني مقتنع أن الرجل نجح بإقتدار في تحويل تركيا من دولة مترهلة بطيئة النمو إلى دولة نشطة إقتصادياً وتنموياً وسياحياً وثقافياً ....
الذي لم أقتنع به هو محاولة البعض من بني جلدتنا ومن بعض العرب تنصيب
أردوغان كزعيم للأمة وخليفة للمسلمين لأن الوقائع لا زالت حتى هذه اللحظة لا تدعم هذه التطلعات التي لا تخرج عن الإطار الحزبي الضيق !!!
أردوغان نجح على طريقة نجوم الدراما في كسب قلوب البعض من خلال تفاعله مع المواقف العاطفية التي تجذب الأضواء وتمنحه الشو الإعلامي اللامع ولكن من الناحية العملية لن نجد مواقف ملموسة لأردوغان على أرض الواقع !!!
لا يكفي أن تلتقط صورة معبرة مع طفل مشرد سوري أو دعوة لابنة شهيد من شهداء الثورة المصرية أو حتى موقف درامي مع مُسن من المضطهدين المسلمين في بورما لتكون زعيماً وخليفة للمسلمين !!!
هناك إجماع عربي أن إسرائيل وإيران هما العدوان الحقيقيان للعرب والمسلمين فماذا فعل
أردوغان تجاه هاتين الدولتين وعربدتهما في المنطقة ؟
علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل يصحبها اتفاقيات عسكرية وإقتصادية واسعة معلنة لا تخفى على أبسط متابع للمشهد !!
ومع إيران حمل وديع وأنا هنا أتساءل بصدق ... ماذا فعل
أردوغان تجاه التدخلات الإيرانية والقتل الممنهج للمسلمين السنة في سوريا والعراق واليمن ؟ لماذا لم يقم
أردوغان بالمشاركة في عاصفة الحزم بشكل رمزي على الأقل ؟ هل
أردوغان راضي أو لا يكترث بالهيمنة الصفوية على اليمن ؟
أسئلة كثيرة إجاباتها معروفة وواضحة تؤكد بأن مواقف
أردوغان تجاه القضايا الإسلامية المصيرية لا تخرج عن الخطابات الرنانة فقط وهذه مللنا منها وشبعنا فيكفينا خطابات عبدالناصر والسادات والقذافي وحافظ الأسد التي أوردتنا المهالك !!!
أعود وأكرر ... أحترم تجربة
أردوغان كرئيس ناجح لتركيا ولكن لا تتوجوه بتاج الخلافة الإسلامية وهو لم يدفع 1٪ من ثمنه ...