ارتكب التحالف العربي خطأ عسكري فادح، من خلال تكديس قوات الردع بمنطقة صافر الواقعة شرق مأرب، على الحدود مع الأراضي المحتلة من قبل مليشيا الحوثيين وقوات صالح كمنطقة حريب جنوب شرق مأرب ومنطقة بيحان شمال غرب شبوة.
وفي الوقت الذي كانت دول التحالف العربي تحشد قواتها بمنطقة صافر الحدودية مع شبوة، كانت جماعة الحوثي وحليفها صالح يحشدون قواتهم شمال غرب شبوة، عقب انسحابهم من عتق، وكانوا يتوغلون عبر مديريتي حريب وبيحان إلى عمق الصحراء عبر حدودمأرب الشرقية، في محاولة منهم للاقتراب من صافر لاستهدافه .
ورغم الغطاء الجوي من قوات التحالف لقوات الردع البرية التابعة لهم، ومنشآت النفط والغاز بصافر، من خلال الغارات المكثفة على قوات الحوثي وصالح بمناطق حريب وبيحان الحدوديتان مع صافر، إلا أن ذلك لم يفي بالغرض في تأمين قوات الردع المتواجدة بصافر، نظراً لأساليب التخفي التي تجيدها مليشيا الحوثي وصالح، وكثافة العتاد العسكري الذي حشدته على حدودمأرب الشرقية، وأيضاً قرب المسافة من صافر، كل هذه العوامل سهلت لمليشيا الحوثي وصالح إطلاق صاروخ توشكا أرض أرض وتحقيق أهدافه .
ما حدث في صافر صباح اليوم الجمعة كان متوقع من خلال متابعتنا للأحداث، واعتقد أن التحالف كان يدرك ذلك الخطر المحدق في ظل تواجد مليشيا الحوثي وصالح على بعد 50 كم تقريباً جنوب شرق صافر .
حشد التحالف قواته بمنطقة صافر الحدودية مع مديرتي حريب وبيحان، كان خطأ عسكري فادح، في ظل سيطرة الحوثيين على مديرتي حريب وبيحان، وكان من المفترض تحرير المديريتين لتأمين صافر قبل حشد قوات الردع به . أو كان من المفترض دخول قوات الردع جبهات القتال غرب مأرب مباشرة، دون الاحتشاد في صافر، كما فعلت في عدن عندما دخلت قوات التحالف مباشرة إلى جبهات القتال أواخر رمضان الماضي، وحققت انتصارات عظيمة، دون احتشاد ودون سابق إنذار، وفاجأت الحوثيين وصالح، حتى إعلام المقاومة لم يكن على معرفة مسبقة بتخطيط وترتيب التحالف في مشاركة قوات برية إلى جانب المقاومة في عدن.
لكن ما حدث في صافر من اطلاق صاروخ توشكا من قبل مليشيا الحوثي وصالح من الصحراء الواقعة شمال غرب شبوةعلى حدودمأرب الشرقية، وما حدث من استهداف لمقر اللواء 107 واستشهاد العشرات من الإماراتيين واليمنيين، لا يعني هزيمة للتحالف العربي والشعب اليمني، وانتصار لمليشيا الحوثي وصالح، فالحرب أخذ وعطاء .
وما حدث في صافر لا يساوي ما تتكبده مليشيا الحوثي وصالح من خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، جراء غارات التحالف المكثفة منذ 26 مارس الماضي بل ما حدث في صافر سيصحح مسار العمليات العسكرية للتحالف، كونه نبّه قوات التحالف العربي من الوقوع في مغبة أخطاء قد تتسبب في تأخير الحسم العسكري واستعادةصنعاء، وبسط نفوذ الدولة على كافة أراضي اليمن، وإنهاء تمرد مليشيا الحوثي وصالح، وانقلابهم على السلطات الشرعية باليمن، مما سيستنزف التحالف وهو ما يرتب لعدم دخوله في حرب استنزاف طويلة .