مفكرة الإسلام : تكبدت البورصة المصرية خسائر فادحة في غضون الجلسات الماضية، متضررة من بعض القرارات الحكومية، التي طالت بعض الشركات المقيدة، فضلا عن التراجعات المستمرة في أسعار النفط، واضطراب الأوضاع الاقتصادية في الصين. ووفقا لحسابات وكالة الأناضول، فقد خسرت الأسهم المصرية ما يزيد عن 44.13 مليار جنيه، (5.6 مليار دولار)، خلال الـ 6 جلسات الماضية، بينما هبط المؤشر الرئيسي "إيجي أكس 30"، الذى يقيس أداء أنشط 30 شركة، أكثر من 10.4%، نحو أدنى مستوياته منذ أواخر يناير/ كانون الثاني 2014. وقال محمد الجندي، مدير إدارة البحوث الفنية لدى شركة "خبرات"، لإدارة الأصول، "هناك حالة من عدم اليقين في السوق المصرية، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي صدرت بحق رئيس شركة (جهينة)، وكانت سببا رئيسيا لأحداث حالة من البلبلة واللغط بين المستثمرين منذ بداية الأسبوع الحالي". وكانت لجنة قضائية مصرية قررت، الخميس الماضي، التحفظ على أموال وممتلكات رجل الأعمال صفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة شركة "جهينة" للصناعات الغذائية، بسبب صلات مزعومة له بجماعة الإخوان المسلمين، وهبط السهم في أعقاب هذا القرار أكثر من 7.5%. وأضاف الجندي، في اتصال هاتفي مع الأناضول، "كان هناك أيضا قرار أمس بشأن إحالة شركة (النساجون) إلى النيابة، وهو ما فاقم خسائر السوق بعدما عمد المستثمرون على البيع المكثف للأسهم، لحين وضوح الرؤية". وأحال جهاز حماية المنافسة، ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر، أمس الثلاثاء، شركة "النساجون الشرقيون"، أكبر منتج للسجاد الصناعي في العالم إلى النيابة العامة، بتهمة "الممارسات الاحتكارية" مما قد يعرضها لغرامة تصل إلى 300 مليون جنيه (38 مليون دولار)، وهو ما نفته الشركة، ليغلق سهمها منخفضا اليوم بنسبة 1.4% بعد أن وصلت خسائره أكثر من 4% أثناء الجلسة. واستدرك الجندي قائلا: "جاءت هذه القرارات في وقت يعاني منه السوق المصري والأسواق المجاورة، من أثار الهبوط المستمر في أسعار النفط، وكذلك عدم وضوح الرؤية بشان الاقتصاد الصيني". وتتراجع أسعار النفط بشدة منذ يونيو/ حزيران 2014، بسبب المخاوف من زيادة تخمة المعروض العالمي، والإمدادات الوفيرة، واعتدال الطلب، وعدم اليقين بشأن نمو الاقتصاد العالمي. وقال محمد طاهر، مدير حسابات العملاء لدي بيت الاستثمار العالمي "جلوبال"، "المستثمرون في مصر تكبدوا خسائر فادحة، بعدما هوت أسهمهم إلى مستويات هي الأدنى منذ عدة سنوات". ووفقا لمسح قام به مراسل "الأناضول"، هبطت أسهم 40 شركة مع نهاية تداولات اليوم الأربعاء، نحو أدنى مستوياتها فى عدة سنوات، أو ربما منذ الإدراج، وكان من بين تلك الأسهم "ماريديف" للخدمات الملاحية، و"أوراسكوم للاتصالات"، و"بالم هيلز" للتعمير، و"هيرميس" القابضة، و"المصرية للاتصالات". وأضاف طاهر، في اتصال هاتفي مع "الأناضول": "كنا نتوقع صعود قوي للأسهم بعد افتتاح قناة السويس، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن". وأعلنت مصر مؤخراً، عن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة لتكون موازية للممر الملاحي القائم، وذلك من أجل "تمكين السفن والناقلات من عبور القناة في اتجاهين في ذات الوقت، بما يقلل زمن الرحلة ويسهم في زيادة الإيرادات لمصر". وتابع طاهر: "ربما تشير التراجعات الحالية إلى عدم اتضاح الرؤية بالنسبة للمستثمرين، خاصة في ظل عدم وجود مجلس النواب (البرلمان) حتى الآن". وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد قال الأحد الماضي، إن "مجلس النواب سيعقد بنهاية العام الجاري"، بعدما انتهت الحكومة من القوانين الخاصة بالبرلمان، حيث إن مصر بلا برلمان منذ يونيو/ حزيران 2012.