قال رئيس الائتلاف السوري المعارض، «خالد خوجة»، إن مجزرة دوما التي وقعت أمس الأحد بريف دمشق، وخلفت مقتل أكثر من 100 سوري، جاءت ردا على لقاءات المعارضة في موسكو قبل أيام.
وفي مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية، اليوم الإثنين، أضاف «خوجة»، أن «الائتلاف تحدث عن مرحلة جديدة من العلاقة مع موسكو، ولكن مجزرة دوما جاءت جوابا».
وأوضح «خوجة» أن «النظام الأسدي المجرم قتل مئات المدنيين السوريين، في سلسلة مجازر في إدلب ودرعا والزبداني ووادي بردى، وفي دوما الملاصقة لمدينة دمشق، حيث قصفت الطائرات الحربية سوقا شعبيا، بينما كان سكان دوما المحاصرة يتبادلون القليل من الغذاء الذي بقي لهم، بعد أكثر من سنتين من الحصار المطبق».
وفي نفس الإطار، وصف «خوجة» ما حدث بأنه «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، تضاف لجريمة الإبادة المتواصلة، المتمثلة بالحصار الجماعي والتجويع حتى الموت، والمرتكبة ضد أهل ريف دمشق»، مشددا على أن قصف طائرات النظام المجرم الحربية، بصورة مقصودة ومتكررة، هي لمجرد القتل».
وبين أن «طائرات الأسد قصفت السوق في المرة الأولى، وبعد تجمع السكان لإنقاذ المصابين، قامت الطائرات بتكرار القصف عدة مرات واستهداف المصابين ومن هب لنجدتهم، في سلوك فاق الإجرام وفاق الإرهاب إلى الهمجية البدائية، والحقد على الإنسان».
واعتبر رئيس الائتلاف السوري أن «جرأة النظام وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين، والتي تمتد لـ 53 شهرا متواصلة، تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ، فمن يسلح نظاما مثل هذا النظام، ويحميه من المحاسبة، فمجلس الأمن الدولي، شريك في المسؤولية عن جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية».
كما حمل «خوجة» مسؤولية المجرزة لمن «يعارضون قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم، ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم، فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع، ويفهم النظام الأسدي من هذه المواقف منذ 53 شهرا أنها تفويض بارتكاب المذابح».
ولفت «خوجة» إلى أن «أي حديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح وإعفاء الجاني من الحساب، لن يكون له أي معنى في تحقيق الاستقرار في سوريا».
وكشف أن الائتلاف «شكل لجنة لتوثيق كافة الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد، لتقديمها للجنة التحقيق الدولية»، مطالبا بـ«تقديم مرتكبي المجازر إلى محكمة الجنايات الدولية».
ولفت إلى أن «التحرك الدبلوماسي باتجاه مؤتمر للسوريين جار من عدة عواصم منها موسكو، وربما سيكون هناك مؤتمرا في الأشهر القليلة القادمة، يجمع أطراف المعارضة لتوحيد موقفها من عملية السلام»، دون مزيد من التفاصيل.
وارتفع عدد قتلى القصف الصاروخي وغارات الطيران الحكومي الأحد على السوق الشعبي في مدينة دوما السورية شرق العاصمة دمشق إلى أكثر من 100 قتيل و200 جريح أغلبهم من المدنيين، وفق حصيلة جديدة لأحد أعنف هجمات النظام السوري مند اندلاع الثورة السورية، بحسب مصادر المعارضة.
وهذا الهجوم هو الثاني على دوما الذي تشنه طائرات الحكومة خلال أقل من أسبوع.
وتزامنت الغارات مع أول زيارة يقوم بها «ستيفن أوبراين» مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة إلى سوريا منذ توليه منصبه في مايو/ أيار الماضي خلفا لـ«فاليري أموس».
وشهدت الأيام الماضية 3 مبادرات، روسية وسعودية وإيرانية، لحل أزمة سوريا، فيما شهدت المنطقة حراكا دبلوماسيا تمثل في زيارة وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم» إلى كل من عمان، وإيران، فيما زار وزير خارجية إيران «محمد جواد ظريف» دول على علاقة بالأزمة السورية أيضا، علاوة على زيارة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» لموسكو، ومن قبلها الاجتماع الثلاثي الذي جرى في الدوحة بين وزراء خارجية روسيا وأمريكا والسعودية.
واليوم زار وزير خارجية إيران روسيا حيث التقى نظيره الروسي «سيرغي لافروف»، الذي قال إن موسكو لا تقبل مطالبة رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بالرحيل كشرط مسبق لتسوية الأزمة.
تلك الجولات والمباحثات، قال خبراء إنها قد تسهم في حلحلة الأزمة السورية، غير أنهم ذهبوا في الوقت ذاته إلى أن الوصول لحل شامل لتلك الأزمة لن يكون بالأمر السهل وسيستغرق الكثير من الوقت والجهد.