انتهت الحرب العالمية الثانية بما فيها من ويلات ودمار ، وتبعتها الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي ، وانتهت هذه الحرب ، بكل ما فيها من استنزاف للاقتصاد والعداء ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدأنا مرحلة جديدة ، اطلق عليها مرحلة القطب الواحد؟ وهو الولايات المتحدة الامريكيه. ولكن الحروب لم تنته بعد؟ فالعالم اليوم في اتون حرب جديدة هي حرب العملات؟ وهي تحت الرماد تارة ، وتارة اخرى تكشر عن انيابها علانية،،.
فامريكا كانت تنتظر الفارس الجديد؟ القادم من المجهول؟ لمنافستها على زعامة العالم ، وبالتالي تبدأ الحرب الجديدة ، وكانت كل المؤشرات تتجه نحو الصين؟؟ فقد بدأ التنين الاصفر في الصين بالاستيقاظ من نومه ، وتحرك بسرعة فائقة ، في النمو الاقتصادي ، فبدأت الانتاج الضخم والنمو الصاروخي في الانتاج والتصدير للخارج ، وغزت كل اسواق العالم ، حتى قيل ان منتجات الصين وصلت الي %85 من سكان العالم،، واصبحنا امام ارقام فلكية ، للميزانية والفائض الذي لا يمكن تعداده بدون الالة الحاسبة.
وباختصار وجدنا انفسنا امام العملاق الصيني؟ فان الاقتصاد الصيني اصبح الاقتصاد الثاني ، في العالم؟ بعد الولايات المتحدة ، خاصة وان الصين لديها احتياطي نقدي ، اكثر من الف مليار دولار؟ وهو اكبر احتياطي نقدي في العالم.
وكان لا بد من نشوب الحرب الجديدة بين امريكا والصين ولكن بطريقة حديثة. وفي هذه الاثناء صدر كتاب جديد ، هو (كتاب حرب العملات) The currency war ومؤلفه الباحث الامريكي من اصل صيني هونغيينغ ، وقد حقق هذا الكتاب مبيعات قياسية. والذي يهمنا في هذا الموضوع هو ان المؤلف يحذر ، من الحرب الجديده التي تشنها الولايات المتحدة على الصين بطريقة مبتكرة فهي مؤامرة يهودية امريكية لتدمير الاقتصاد الصيني؟؟. ويتعرض الكتاب ومؤلفه لحملة هجوم شرسة ، من منظمات يهودية امريكية واوروبية ، بسبب تحذيره من احتمال تعرض المعجزة الصينية للتدمير ، . بمؤامرة تديرها البنوك الكبرى ، في الولايات المتحدة ، والتي يمتلك معظمها عائلات يهودية اشهرها عائلة روتشيلد وبمباركة من الحكومة الامريكية.
ويرى هونغيينغ ان تراجع اسعار الدولار ، والارتفاع الجنوني لاسعار البترول ، الذي تشتريه الصين بكميات ضخمة ، لتسد به حاجات مصانعها؟ ووصول الذهب الى اسعار فلكية ، وكل هذه الادوات من العوامل التي يمكن ان تستخدمها الولايات المتحدة ، بواسطة البنوك الامريكية ، والمستثمرين الامريكان او اليهود؟؟.
ان رجال الدولة في الصين ، اهتموا بهذا التحذير نتيجة لمخاوفهم الحقيقية ، من ان يتعرض اقتصادهم الذي ينمو بشكل حاد ، لخطر الانهيار في اي لحظة؟ او على الاقل ان يتعرض لضربة شديدة ، مشابهة لما تعرضت له اقتصادات دول جنوب شرق اسيا ، المعروفة باسم النمور الثمانية ، في سنة 1997؟؟ ومن قبلهم اليابان التي تخطت خسائرها من جراء تلك الضربة ، ما لحق بها من خسائر مادية ، بعد ان قصفتها الولايات المتحدة بالقنابل الذرية ، في الحرب العالمية الثانية؟؟. خاصة في هذه الايام ، التي تعاني معظم دول العالم ، من اثار الازمة الاقتصادية التي ما زلنا فيها ، او تحت تأثيرها ، نجد الصين تدفع بالقوى البشرية ، لديها نحو العمل ، وافتتاح مصانع جديدة؟ بينما العالم الغربي يسرع في فصل العمال ، واعادة هيكلة الشركات ، والاجراءات الصارمة لمنع الافلاس،،.
واتهم هونغيينغ عائلة روتشيلد المتحالفة مع عائلات يهودية ثرية ، مثل عائلة روكفلر ، وعائلة مورجان ، بانها تتحين الفرصة للنزول بسعر الدولار الي ادنى مستوى له (وهو ما يحدث الان) حتى تفقد الصين في دقائق معدودة قيمة ما تملكه من احتياطي هائل من الدولارات (فالاحتياطي الصيني اكثر من الف مليار دولار امريكي) وهذه ضربة موجعة للصين قد لا تتحملها. فان حرب العملات اشد قسوة من الحروب التقليدية ويبدو ان احتفاظ الصين بكميات ضخمة من الدولارات يشكل خطرا حقيقيا عليها فان الدول الاستعمارية لا تعرف الاخلاق والقيم في حروبها المعلنة او السرية فان ارتفاع اسعار الاسهم في البورصة الصينية الى اقصى المستويات وكذلك ارتفاع العقارات الى مستويات غير مسبوقة؟.
كل هذا يشير الى ان الاقتصاد الصيني اصبح اكثر عرضة للخطر؟ وهذا ما شعر به رجال الدولة في الصين ، فبدأوا بشراء كميات كبيرة من الذهب ، يجزئ من الدولارات ، التي في الاحتياطي لديهم،،، اما الاستثمار والمستثمرون ، فان الدول ترحب بهم عادة ، ولكنهم يشكلون قنبلة موقوتة داخل الاقتصاد؟ فان الاستثمارات والاموال السائلة تتدفق على الصين ، من جميع دول العالم من خلال بوابة ، هونج كونج وشينزين ، مما جعل التعاملات في البورصة الصينية ، تشهد قفزات كبيرة في الهواء الطلق؟ بينما سجلت اسعار العقارات ارتفاعات قياسية؟.
وهنا نجد التحذير في محله ، فعندما تصل اسعار الاسهم والعقارات ارتفاعات مفرطة تتخطى السقف المعقول والمعتاد ، بسبب توافر السيولة المالية ، بكميات هائلة فانه يكفي للمتآمرين الاجانب ، سواء كانوا حكومات مثل امريكا ، او غيرها ، او مستثمرين بعلم وتشجيع حكوماتهم ، يكفي هؤلاء المتآمرين ليلة واحدة فقط ، لتدمير اقتصاد الصين؟ بسحب استثماراتهم من البورصة ، وسوق العقارات؟؟ ليحققوا ارباحا طائلة ويسببوا خسائر فادحة للاقتصاد الصيني ، يصل الى حد التدمير؟؟. كل هذا جائز في حرب العملات.