.
.
في صدري شيء.. سأناضل لحظاتٍ لعلي أبدو كاتبًا جيدًا، فأنا أحاول أن أكتب هنا ما أريد، وليس ما يريده أحدٌ ما.. لذلك خذوا الحرف من كاتبه كما نثره أول مرة!
.
سوقنا الانستقرامي يفيضُ بكل الأشياء، بكل الأشكال، بكل الأعمار.. يعرض القبيح كما يعرض الحسن، ويرفع السفيه كما يرفع العاقل، وكلٌّ ينصب في صفحته ما يشاء، ويبقى الحساب عند رب العالمين.
.
الإناث -بالتحديد- لهنّ في الانستقرام دروبٌ مختلفة، ينتهي "بعضها" إلى قاعٍ سحيق، وثمة طرقٌ تبدأ جميلة وتنتهي بـ ويلٍ وثبور، ومن وقف على شيءٍ مما أقصد فسيُدرك حجمَ الخلل.
لستُ هنا مفتيًا أتحدّث عن حلالٍ أو حرام، لكنها نظرةُ متأمّل، ورأي مُتابع.
.
سأضع الأفكار في نقاطٍ عاجلة وأُلقيها هنا باختصار، واللبيبُ تكفيه الإشارة:
.
-بنتك/أختك أثمن من أن تتاجري بطفولتها فتجعلي منها (عارضة) تضع على وجهها (الميك اب) وتتجمّل بأطنان المساحيق، وتلبس الثياب الفاتنة، وتتغنّج في جلسات التصوير؛ كلّ ذلك جريًا خلف وهم الشهرة وجذب الأنظار وزيادة المعجبين.. لايكات؟ إعلانات؟ ردود؟ ثم ماذا؟!.
.
-الشهرة داء، والعين حق، وما بينهما تعيش بعضهن صراعًا مع أطفالهن، فتَقضي الأوقات الطوال في تجميل ابنتها وتصويرها ثم تعرض صورتها وتكتب (اذكروا الله)!
.
-تتورّط بعض الفتيات بشهوة التصوير وردود الإعجاب وتُصاب بحالةٍ من الإدمان، وقد تبلغ الفتاة سنًّا فوق الطفولة لكن ثمة من يحاول إقناع نفسه أن هذه (المودل) لا زالت طفلة.. وإنّه لفطامٌ عسير! نعم المرضعة وبئست الفاطمة!
.
-إجرام بحقّ الطفولة حين تضيع براءتُها بين كاميرات تُطاردها أينما ولّت وجهها، هذا التشبّع يترك آثاره النفسية والاجتماعية على الطفلة، وإلى شيء من هذا أشار المختصّون، وقد وقفتُ على مقطع لطفلة تصوّرها أمّها ويتابعها مئات الآلاف والطفلة تقول: (يكفي استقرام ما أبيه! ما أبي صورة كل يوم) ويا ليت قومي يعلمون!.
.
-بكل يقين أقول: هذه الصور التي تعرض علانية وبلا حدود= تُفتّت معاني الحياء في القلوب صورةً صورة حتى تفقد الفتاة أجمل أخلاقها.. قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: "من لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة".
فلا تنزعوا الإنسانية من أطفالكم، ولا تجعلوا منهم لحمًا ودمًا و (صورةً ظاهرة)!.
.
والله أعلم، وهو المسؤول أن يحفظ فتياتنا ويحميهن من كل سوء وأن يقيهنّ أن يَفتنّ أو يُفتنّ وأن يجعلهن صالحات مُصلحات، آمين.
.
@Y_Alsaliem