❓لماذا من السنة تغطية وجه الميت عند دفنه إلا أن يكون محرماً بحج أو عمرة ؟؟
قال ابن عبد البر ( رحمه الله ) :
(( وأما تغطية وجه الميت قبل الغسل وفي حين الغسل بخرقة فلأن الميت ربما تغير وجهه بالسواد ونحوه وذلك لداء أو لغلبة دم فينظر الجهال إليه فينكرونه ويتأولون فيه )).
[ الاستذكار ( 3/ 9 )].
قال المواق المالكي :
(( نقل ابن العربي : إنما أُمر بتغطية وجه الميت لأنه ربما يتغير تغيراً وحشياً من المرض فيظن من لا معرفة له ما لا يجوز )).
[ التاج والإكليل ( 3/ 25 )].
وقال العلامة ابن عثيمين ( رحمه الله ) :
(( فقد يرى -والعياذ بالله- وجهه مظلماً متغيراً كثيراً عن حياته، فلا يجوز أن يتحدث إلى الناس، ويقول : إني رأيت وجهه مظلماً؛ لأنه إذا قال ذلك ظن الناس به سوءا )).
الشرح الممتع ( 5/ 297 )].
قلت : وتغير لون الوجه باسوداد وغيره عند الموت قد يحدث لأسباب صحية ، كنقص الأكسوجين في الدم ، أو تجمع الدم في مكان معين ، أو هبوط عضلة القلب ، أو الفشل الكلوي ، أو تلف الكبد ، وغير ذلك من الأسباب المرضية .
وليس هناك دليل شرعي على أن اسوداد الوجه وتغيره عند الموت يكون علامة من علامات سوء الخاتمة ؛ فلا يغتر أحد بكثير من القصص الموضوعة التي تروى في ذلك .
وإنما علامة صلاح العبد تقواه ، وعلامة فساده بعده عن التقوى .
وعلى من رأى شيئا من ذلك أن يستره ولا يتكلم به في الناس ، رعاية لحق أخيه المسلم ، وصونا لحرمته .
والله تعالى أعلم
أسأل الله لنا ولكم ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا حسن الخاتمة وبلوغ الفردوس الأعلى من الجنة