يبدو أن قطار الاتفاق النووي، بين طهران والغرب، سيواجه مطبات لدى وصوله واشنطن، وخصوصا لدى وصوله محطة الكونغرس. فالجمهوريون ينتظرون الاتفاق لعرقلته وتشريحه وإظهار أوباما بمظهر "الضعيف الذي قدم تنازلات مؤلمة لنظام يدعم الإرهاب".
قبل أن يجف حبر الاتفاق النووي، بين إيران والدول الغربية، خرج الجمهوريون بواشنطن متوعدين الاتفاق ومهددين بعرقلته في الكونغرس ومواجهة الرئيس باراك أوباما.
وفي حين يبدأ الكونغرس بمراجعة ملف الاتفاق خلال ستين يوماً ليتم بعدها التصويت بالموافقة عليه أو رفضه، قال أوباما إنه يستخدم حق النقض (فيتو) ضد أي محاولة لوقف تمرير الاتفاق.
وبرر أوباما، في مؤتمر صحفي عقده أمس، موقفه قائلا "الاتفاق هو الأكثر حسماً، والذي يمنع إيران من الحصول على السلاح النووي". وأشار إلى أنه "ستتم إعادة العقوبات إذا انتهكت إيران التزاماتها، وأنه سيكون هناك تفتيش على مدار الساعة للمواقع النووية الإيرانية وكل بنيتها التحتية".
فيتو رئاسي
لكن تجاوز حق النقض الرئاسي للتصويت بالكونغرس ليس سهلا، وفق ما قال عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة "بردجيورت" تومسون وارد في حديثه للجزيرة نت.
ويقول إنه "حتى يتم تجاوز الفيتو يتوجب تصويت ثلثي النواب ضد الرئيس في كل من مجلسي النواب والشيوخ". ويضيف أنه "تاريخياً 10% فقط من حق الفيتو الرئاسي تم تجاوزه من قبل الكونغرس".
وحول أسباب رفض الجمهوريين للاتفاق، أشار إلى "عوامل محلية ودولية تسهم في ميل الجمهوريين القوي لرفض هذا الاتفاق، حيث يعتقدون أن الرئيس أوباما ليس واقعيا في تقييمه للمسائل العسكرية والأمنية، وهم يستشهدون بقضايا متعددة كانسحابه من العراق، وانهيار اليمن وليبيا، وتبادل سجناء طالبان في أفغانستان، والتسرع لإغلاق سجن غوانتانامو".