هذه هي الحياة .. تارة نراها جميلة وتارة أخرى نراها تعيسة.. ولكن العاقل هو ذلك الذي يراها ضئيلة أمام ماينتظره بعدها..
هناك أناس لو سألتهم عن الحياة وهل هم سعداء أم لا .. سيقولن نعم .. نحن سعداء..! تتعجب وتبدو عليك علامات الاستفهام ؟؟ وتبادرهم بسؤال آخر .. أتقصدون أن الحياة بكاملها جميلة وأنكم سعداء بما تحمله الكلمة من معنى؟؟! سيجيبونك وبكل ثقة.. نعم ..
فتقترب منهم أكثر سائلا أرجوكم أخبروني بسر سعادتكم .. أخبروني به فأنا لم أذقها يوما .. سمعت بأن هناك كلمة يقال لها السعادة وسمعت كذلك بأنها تعني ذلك الشعور الذي يختلج النفس باعثا عليها السرور .. ولكن حقيقة أنا لم أعرفها.. يقولون لك السر البسيط لهذه السعادة أننا سمعنا قولا لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول فيه " عجبا لأمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد غير المؤمن.. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" سمعنا هذا القول وفهمنا معناه ولم نتوقف عند ذلك بل طبقناه بقدر ما نستطيع.. فكان يأتينا الخير ونعيش في رغد .. فنرفع أكفنا الى الله سائلين دوام النعمة .. وكان كذلك يأتينا المصاب وتحل علينا المحنة والهم .. فنحمده تعالى على قدره وقضاءه ونرفع أكفنا سائلين المولى الأجر والثواب.. علمنا أن الابتلاء دليل المحبة.. فزادنا ذلك فرحا وسعادة .. نحن من القوم الذين يحبهم الله.. يالها من فرحة ويالها من سعادة ..
علمنا أن الله معنا حيث ما كنا وهو ارأف بنا من الأم التي ولدتنا.. فاصبح وقتنا وحياتنا كلها سعادة..علمنا بأنا ما نلبث أن نقول يالله .. حتى ينهمر علينا فضل الله وعطاءه.. تأكدنا بأنا لو جئنا في يوم من الأيام طارقين بابه راجين العفو منه سنجد ذلك الباب مفتوحا.. علمنا أن رزقنا قد قسم لنا وإنا لن نبرح هذه الأرض حتى نستنفده ... علمنا أن لنا عمرا قد قدر لنا .. لن نحمل الى قبرنا قبله أو بعده .. فا أصبحنا من أسعد السعداء...
وأنت أيضا قم معنا وامشي في ركبنا .. وعندها ستجد السعادة وتعرف شعورها حق المعرفة ....