رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التحركات التي قد يقوم بها العرب للرد على الاتفاق النووي مع إيران وما إذا كانوا سيقررون الحصول على قنبلة نووية لأنفسهم.
وأشارت الصحيفة في تعليقها على الاتفاق إلى أن رد فعل الدول العربية سيكون له تأثير كبير على النقاش الحالي قبيل تصويت الكونجرس الأمريكي عليه خلال 60 يوما.
وأضافت أنه من المهم جدا للنقاش حول الاتفاق انتظار ما إذا كانت الدول العربية في الشرق الأوسط ستتحدث علنا ضد الاتفاق أم أنها ستلعب لعبتها المزدوجة المعتادة عبر رفض الاتفاق سرا بينما تتحدث بكلام غير واضح أو تبقى صامتة على الملأ.
وذكرت أن وجود إيران على أعتاب التحول إلى دولة نووية بالإضافة إلى حصولها على المال بعد تخفيف العقوبات من شأنه أن يرعب جيرانها السنة، خاصة في ظل أطماعها الاستعمارية الفارسية التقليدية وثورتها الشيعية التي تمثل تهديدا للمنطقة، في وقت ترسل في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة بتراجعها عن المنطقة.
وأشارت إلى أن إيران الآن تتمتع بالنفوذ الخارجي الأكبر في بغداد ومسلحيها الشيعة أكثر قوة من الجيش العراقي، وستمتلك إيران موارد كبيرة بعد الاتفاق النووي لإنفاقها على تسليح شيعتها ووكلائها في لبنان وسوريا واليمن.
وأضافت الصحيفة أن دول الخليج أرسلت إشارة منذ أشهر تفيد بعدم سعادتها بشأن المحادثات مع إيران، وسألت زوارها في اللقاءات الخاصة عما يفكر فيه الرئيس الأمريكي.
وتحدثت عن أن أكثر من شخصية سعودية تحدثت علنا بشأن تلك القضية لدرجة أن الأمير الوليد بن طلال أخبر الصحيفة في نوفمبر 2013م أنه ولأول مرة تصبح مصالح السعودية وإسرائيل متوازية تقريبا بشأن إيران.
وذكرت أنه تحدث عن أن السعودية قد تشتري قنبلة نووية جاهزة من باكستان نتيجة العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وأبرزت الصحيفة تصريحات الأمير تركي الفيصل وزير الاستخبارات السعودية سابقا في مارس الماضي عندما تحدث عن أن المملكة سترغب في الحصول على نفس التكنولوجيا النووية التي يسمح لإيران بامتلاكها وفقا للاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن ذلك سيشمل مفاعل بلوتونيوم والآلاف من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن المملكة لديها بالفعل خطط لبناء 16 مفاعل نووي في 2030م بحجة الحاجة إليها لمحطات تحلية المياه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد توقيع الاتفاق النووي فإن الدول العربية السنية من الممكن توقع ممارسة ضغط هائل عليها من قبل الولايات المتحدة حتى تصمت وتسير على نفس النهج الأمريكي.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي وعد دول الخليج في قمة كامب ديفيد بأسلحة جديدة ودعم آخر، إلا أن الولايات المتحدة بدون شك بإمكانها سحب هذا الدعم إذا قررت السعودية القيام بحملة ضد الاتفاق خلال النقاش في الكونجرس حوله.
وتوقعت الصحيفة استجابة السعودية لرغبة البيت الأبيض مع تطلعها ودول خليجية أخرى لتحالفات جديدة من أجل حماية أنفسهم في المنطقة، إلا أن الدول الصغيرة ربما تسعى للتوصل إلى تسوية وتوافق مع إيران التي تنمو سلطتها الإقليمية.
وأشارت إلى أنه وبمرور الوقت ستصبح الرغبة في تطوير سلاح ردع نووي عربي سني ساحقة كمسألة وطنية، إلا أن هذا التحرك لن يمر بدون مخاطر، مع احتمالية قيام إيران بهجوم استباقي بأسلحة تقليدية.
وأضافت أن الدول العربية إذا أعلنت صراحة معارضته للاتفاق فإن ذلك بجانب المعارضة الإسرائيلية قد يدفع الكونجرس لرفض الاتفاق، لكن إذا صمتت فإن عليهم أن يعيشوا أو يموتوا معه.