وقّعت الدول الست، الخمسة الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وألمانيا، اتفاقاً يتم بموجبه وقف البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران.
الاتفاق ورغم رفض الإسرائيليين له بشدة والذي يجعلهم متخفوفين من مشاركتهم في تملك الأسلحة النووية، إذ يعتقد الإسرائيليون أن الاتفاق لن يمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، إلا أنه وبالرغم من ذلك يعتقد المراقبون أن الاتفاق سيمنع إيران من تصنيع أسلحة نووية على الأقل إلى ما بعد عشرة أعوام؛ إذ يرى هؤلاء المراقبون الذين تابعوا المفاوضات الإيرانية مع الدول الكبرى أن إيران قدمت وحسب رأيهم تنازلات كبرى حتى ترفع العقوبات الاقتصادية التي كانت تهدد بسقوط النظام الإيراني وجدت كثيراً من دعمها للأعمال الإرهابية ولهذا فإنه بالإضافة إلى تخوف الإسرائيليين من عدم القدرة على منع إسرائيل من امتلاك أسلحة نووية، هناك تخوف حقيقي من استفادة إيران من الأموال التي ستعود إليها والتي ستتضاعف وتوجهها لدعم الأعمال الإرهابية وتفعيلها.
فالمليارات المجمدة من الدولارات التي كانت تحتفظ بها أمريكا والدول الأوروبية ستعود لطهران التي ستوجهها إلى نظام بشار الأسد والمليشيات الطائفية في العراق ولبنان واليمن إذ ستنتعش خزائن حزب حسن نصرالله والحوثيين في اليمن والأحزاب الطائفية في العراق التي تدعم نهج ولي الفقيه والأمبراطورية الصفوية الإيرانية، وبهذا تكون إيران قد استبدلت هدفها في السيطرة على المنطقة، الأسلحة النووية، بالأموال لدعم الأعمال الإرهابية وتعويض السلاح النووي بالعمل الإرهابي الذي سيستفيد من الأموال الإيرانية، سواء التي ستتضاعف بعد الإفراج عن المليارات المجمدة، أو بعد السماح بتصدير النفط الإيراني الذي وإن لم يكن بتلك الكمية الكبيرة، إلا أن إيران سوف تحصل على إيرادات النفط بصورة مباشرة ويخطأ كل من يتوقع أو يتصور أن هذه الأموال ستصرف لتخفيف المعاناة عن الشعوب الإيرانية، بل إن هذه الأموال ستحوّل إلى القوى التي تدير وتوجه الإرهاب والتي تمسك بزمام السلطة في طهران والتي تمثل مراكز القوة في نظام ملالي إيران، وأول هذه المراكز هو الحرس الثوري الذي وإن لم يشمله العفو ورفع أسماء قادته ومؤسساته من رفع العقوبات، ومؤسساته من رفع العقوبات إلا أنه ومن أجل حصوله على الجزء الأكبر من (كعكة) الاتفاق ستحول الأموال المجمدة والمفرج عن أرصدتها إلى الحرس الثوري ليوجهها لدعم الأعمال الإرهابية التي يشرف على تنفيذها بالدول المجاورة وبالذات في الدول العربية، وهكذا ستشهد الأعمال الإرهابية في اليمن وسوريا والعراق وحتى بعض دول الخليج ومصر والأردن (انتعاشاً) وتحركاً للجماعات والمليشيات الإرهابية المرتبطة بالنظام الإيراني بعد أن تصل الأموال المجمدة لقادة هذه المليشيات، لتكون الدول الكبرى وألمانيا قد استبدلت إيران النووية بإيران الإرهابية وفي كلتا الحالتين العرب هم الأكثر تضرراً.