القيادي الفتحاوي محمد دحلان من مواليد مخيم خان يونس في قطاع غزة ، كان يسكن في بيت متواضع شأنه شأن كل الذين هاجروا من قراهم داخل الأراضي المحتلة
عاش حالة المخيمات ووضع اللجوء إلى أن انتسب للجامعة الإسلامية في غزة ودخل في إطار ما يسمي بـ حركة الشبيبة الفتحاوية،وبدأ يبرز دوره كناشط داخل حركة فتح
علماً بأن هناك أشخاص في الإطار الطلابي أكثر منه نشاطاً وسمعة،بدأت المخابرات الإسرائيلية تقوم باعتقاله لتلميع صورته
لم يحدث يوماً أن قام الاحتلال على مدي تاريخه بنقل شخص من زنزانته إلى مستشفى ليعالجه
سوى محمد دحلان أثناء اعتقاله أخرجوه إلى مستشفي الشفاء وروجوا في الشارع أنه في حالة خطيرة نتيجة تعرضه إلى التعذيب الشديد،وبين الفينة والأخرى
يقوم الاحتلال باعتقاله بشكل وهمي و يستمر مسلسل صنع دحلان
لتكبير صورته النضالية بالساحة الشعبية أي بمعني أن كل من عاصر تلك الفترة يعي جيداً بأن هذا الشخص صنيعة المخابرات الإسرائيلية
فقد مضي على الثورة مناضلين ومطاردين كثيرين ولم يذكرهم الشعب الفلسطيني،كأنه لا يوجد في غزة مناضل سوي دحلان ، بعد ذلك فبركت له المخابرات الإسرائيلية عملية من أجل إبعاده إلى الخارج
وكأنه كان يشكل تهديداً على أمن إسرائيل ! بعد ذلك تم ابعاده إلى الخارج فقام دحلان بالتقرب هناك من أبو جهاد خليل الوزير أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية فى الشتات
وبدأ يبرز دور دحلان كناشط فى منظمة التحرير الفلسطينية فى الساحة الخارجية، ثم انتقل إلى تونس ليكون مسئول عن لجنة غزة مع نبيل طموس وبعض الشخصيات ذات السمعة السيئة .
بدأ دحلان من خلال نشاطه بتونس وتقربه من مركز القرار الفلسطيني وبالذات من الرئيس ياسر عرفات بالتسوية، حيث كان لمحمد دحلان دوراً في ملف التسوية مع اسرائيل
وعند توقيع اتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية و إسرائيل عاد دحلان إلى غزة على رأس الملف الأمني من خلال تشكيل جهاز الأمن الوقائي الذي كانت وظيفته إجتثات قوي المعارضة الفلسطينية واعتقال المناضلين في فلسطين
بعد ذلك ، قام محمد دحلان بفتح أبواب سجونه و اعتقل المئات من الإسلاميين المعارضين لاتفاقية أوسلو و لتأسيس السلطة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة
و كان محمد دحلان يشغل مدير ملف التنسيق الأمني وتبادل المعلومات مع الجانب الإسرائيلي وتربطه علاقة قوية بوزير الدفاع شائول موفاز و رئيس شعبة الموساد الإسرائيلي يورام كوهين
كان محمد دحلان مصدر ثقة عند إسرائيل أكثر من غيره من الشخصيات الفلسطينية، فهو كان المسئول عن الأمن السياسي في مناطق السلطة الفلسطينية
كما كان مسئولاً عن التنسيق الأمني المتبادل مع اسرائيل
بعد قدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة والضفة الغربية بدأ دحلان يتصرف وكأنه الحاكم الوحيد فى غزة،حيث كان يقوم بتصفية معارضيه من خلال جهاز الأمن الوقائي التابع له
جهاز الأمن الوقائي أسسه دحلان لملاحقة المناضلين في فلسطين من خلال الصلاحيات المطلقة التي كان يتمتع فيها من قبل موقعه الحساس وقربه من الرئيس ياسر عرفات ، حيث قام الرئيس عرفات بتخصيص موازنة شهرية قدرها 4 مليون دولار لجهاز الأمن الوقائي الذى كان يقوده دحلان
بعد سيطرة دحلان على مقاليد الحكم في غزة بدأ يبرز دوره الاقتصادي داخل القطاع
وقام بشراء أكبر عقارات غزة أبرزها بيت الرجل الثري رشاد الشوا و قام ببناء قلعة على شاطئ بحر غزة كما كانت له أسهم فى كبري شركات الأسمنت و أسهم فى مشاريع ومناقصات إعمار غزة
فى ذلك الوقت ، كان دحلان وموسي عرفات حديث الشارع الفلسطيني ويعتبروا من كبار رموز الفساد فى السلطة الفلسطينية
إلى أن جاءت سيطرت حماس على غزة ، بعدها فر دحلان وزمرته بالمال الفلسطيني من قطاع غزة
بعدها بدأ يستثمر الأموال التي سرقها من ميزانية السلطة فى كلا من الأردن و الإمارات حيث يملك العديد من الشركات التجارية برفقة زميله محمد رشيد المستشار السابق للرئيس ياسر عرفات.
إن محمد دحلان ومحمد رشيد متورطين في سرقة المال العام الفلسطيني،و نحن لا نتجني عليهم بل إن حركة فتح هي التى رفعت قضية لإحضارمحمد رشيد فى قضية فساد وسرقة أموال عامة
وتم اخطار محمد رشيد للحضور والمثول والرد على الإدعاء أمام المحكمة التى شكلها الرئيس محمود عباس، الحديث يدور عن إختفاء ملايين الدولارات سواء الخاصة بحركة فتح أو السلطة ، ولكنه محمد رشيد لم ينفذ قرار المحكمة ورفض المثول أمامها
طالباً ضمانات بعدم الاعتقال ولجأ إلى نبش ملف الفساد واتهام الرئيس محمود عباس و أبنائه أنهم متورطين بالفساد وهذا ما تعودت عليه حركة فتح وقادتها التستر المفسدين
محمد دحلان ومحمد رشيد شركاء في سلب أموال الشعب الفلسطيني ، وكانت تربطهم علاقة قوية بالجنرال الأمريكي دايتون التى أوكلت له مهمة إعادة بناء الأجهزة الأمنية من خلال محمد دحلان و رشيد أبو شباك
خلاصة القول ' إن دحلان لم يكن يوماً صنيعة الواقع الفلسطيني ، وإنما هو صناعة تم صناعتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي تربي في كنف الاحتلال وهو الذي أشرف على تربيته وإعداده لهذه المهمة التي قام بها على مدار العديد من السنوات .
ملاحظة : هذا المقال تم تسريبه من مكتب القيادي الفتحاوي حسين الشيخ