شكلت الزيارة التي قام بها زعيم الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي يوم السبت الرابع من تموز/ يوليو 2015، شكلت فضيحة من العيار الثقيل بسبب الحراسة المشددة التي أحيطت بالسيسي خلال زيارته الى الجيش، في الوقت الذي من المفترض فيه أن يكون الجيش هو الذي يقوم بحماية السيسي لا أن يقوم السيسي باستئجار مرتزقة اسرائيليين لحمايته من أبناء جيشه.
وبحسب الصور والفيديوهات التي تم تسجيلها لزيارة السيسي الى سيناء فان طائرة كاملة تقريباً (مروحية) كانت تقل أفراد حراسة خاصة يرتدون الزي الاسود ويحيطون بالسيسي من كل اتجاه خوفاً عليه من أبناء الجيش، في الوقت الذي يفترض فيه أن السيسي لا يطمئن في مكان بالعالم كما يطمئن بين أفراد جيشه، لأنه قائد الجيش وضابط في الجيش قبل أن يكون رئيساً للجمهورية أو زعيماً للانقلاب.
وبحسب المصدر المصري الذي جمع الصور فان الحراسة ذات الزي الاسود، ليست سوى قوات اسرائيلية خاصة، حيث يشير المصدر الى أن هذه القوات تظهر لأول مرة مع السيسي وحوله بهذا الشكل، وهو ما دفع المصدر الى القول إنها ربما جاءت من اسرائيل خصيصاً لتغطية زيارته الى سيناء، وأن سر تأخر الزيارة كان انتظار ترتيبات الحراسة الاسرائيلية.
لكن المصدر يشير الى أن القوات الاسرائيلية قد يقتصر تقديمها للحراسة على زيارة سيناء فقط، وربما يمتد الأمر الى مختلف تحركاته، خاصة بعد التدهور الأمني الحاصل في البلاد منذ اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.
وبغض النظر عن هوية من يقوم بتقديم الحماية للسيسي قالت مصادر في القاهرة إن المشهد يؤكد بأن السيسي يعيش في حالة من الرعب من الجيش الذي يشهد غضباً متزايداً ضده والذي قد يطيح به في أية لحظة، وذلك بسبب الزج بالجيش في معارك أوقعت عدداً كبيراً من القتلى في صفوفه، اضافة الى فشل سياساته، اضافة الى أن الجيش الذي كان محل احترام المصريين تحول الى جهاز أمني يلاحق المواطنين بسبب الأوامر التي تصدر له عن السيسي.
كما تأتي هذه الصور لتعزز الشكوك والأقاويل بشأن الاجتماع العسكري الهام الذي ترأسه الفريق صدقي صبحين وغاب عنه السيسي،
وهو اجتماع الحرب الذي قيل إن غياب السيسي عنه يعني أن قيادة الجيش لم تعد راضية عن سياسات السيسي وأنها بدأت تتحرك بمعزل عنه.