من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئاً تعلق به،واشتاق إليه،وشغف به،وانقطع عما سواه ، والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته،واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين،والفهم العميق،وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن اقبال القلب على القرآن يكون صعباً،وانقياده إليه يكون شاقاً لايحصل إلا بالمجاهدة ومغالبة،وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر.
وخير الأسباب وأنفعها لحب القرآن...هو القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له. وينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن ، ودم تعظيمنا له سببه الجهل بقيمته، فمن لايعرف قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل بما هو أدنى منه.
ومما يعين على التدبر.. حضور القلب قال العلامة ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ : إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه
وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسولهr قال الله تعالى:{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} ص (37)
وذلك أن تمام التأثر لما كان موقوفاً على مؤثر مقتضٍ، ومحل قابل ، وشرط لحصول الأثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدلة على المراد.
قال عبد الله بن مسعود :اقرؤوا القرآن ، ولاتنثروه نثر الدقل، ولاتهذوه هذ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، حركوا به القلوب ، لايكن هم أحدكم آخر السورة.
ومما يعين على التدبر...ترتيل القرآن العظيم والجهر به قال الله تعالى:{ورتل القرآن ترتيلا} ،قال ابن كثير"أي أقرأه على تمهل فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره"
سوف نقرأ باذن الله أربع صفحات اسئل الله ان ييسرها لنا