رائحة الفم
رائحة الفم الكريهة أمر مزعج ومحرج يعاني منه كثيرون، فما أسبابها؟ وكيفيةعلاجها، وطرق الوقاية منها؟
رائحة الفم الكريهة لا تفرق بين أحد، فذلك يحصل مع الجميع دون استثناء، ويقول الدكتور “جاري هيرسكوفيتس من “فريش بريث سنتر آند بروكلين سمايل” في بروكلين في نيويورك بأن ذلك يحصل مع الرجال والنساء من عمر 10 إلى 95 عامًا في أي مرحلة من مراحل الحياة.
هناك نوعان من رائحة الفم الكريهة، منها: رائحة الفم المشابهة لرائحة الثوم، والثانية تسمى بخر الفم، فهناك الرائحة المرتبطة بالثوم والبصل الذي نتناوله في المأكولات، حيث تبقى في الفم والرئتين. أما ما يسمى ببخر الفم فسببه البكتيريا. ويختلف من شخص لآخر، وهو شيء قد تستطيع تحديده بنفسك، أو بمساعدة الطبيب. يحدث بخر الفم بسبب وجود خلل في توازن البكتيريا.
قد تكون الرائحة الكريهة للفم مزمنة وشديدة بسبب وجود مشكلة بتشكيل البكتيريا في الفم. فحين تأكل، تقوم البكتيريا بتفتيت الطعام، والبروتينات. وهذا أمر جيد، لكن الرائحة الكريهة تحدث بسبب الوجود الكبير للبكتيريا اللاهوائية، بمعنى أنها لا تحتاج إلى الهواء لتبقى. ويمكن الذهاب لطبيب الأسنان لفحص ما يسبب رائحة الفم الكريهة، فيفحص الفلورا البكتيرية للتعرف على السبب. وقد يحدث بخر الفم أحيانًا بسبب أمراض اللثة، أو ارتجاع المعدة، أو الجيوب الأنفية، أو مرض السكري، أو التهاب اللوزتين.
حين تقوم البكتيريا اللاهوائية بتفتيت الطعام فإنها تطلق مركبات الكبريت المتطايرة، وهي ما تسبب رائحة الفم الكريهة. لأن البكتيريا التي تتسبب بالرائحة الكريهة هي بكتيريا لاهوائية، فهي تبحث عن أقل مكان به أكسجين، لذا فيجب تنظيف الفم بالفرشاة أو بخيط الأسنان، فعادة ما تعلق بين الأسنان وفي شقوق اللسان.
وقد يؤدي وجود فتحة كبيرة في الفم، أو التسوس، أو تقويم الأسنان، أو أطقم الأسنان التي يجب الحرص على تنظيفها إلى الرائحة الكريهة. فينصح بنقع أطقم الأسنان في الماء الدافئ أو الليمون. وبعد استخدام طرق التنظيف العادية ممكن استخدام كاشطات اللسان، لكن يجب الكشط بلطف حتى لا تؤذي الطبقة العلوية من اللسان.
قد تحدث رائحة الفم الكريهة بسبب عدم وجود كمية كافية من اللعاب، والذي يعمل على تنظيف الفم من جزيئات الطعام، والبكتيريا. فقد تكون هناك مشكلة في تدفق اللعاب، أو الغدد اللعابية، أو طريقة التنفس وهو ما يسبب جفاف الفم. وقد يحدث بسبب بعض الأدوية، مثل: الإشعاع والعلاج الكيماوي عند مرضى السرطان، أو بعض أمراض المناعة الذاتية.
لذا فينصح بشرب كميات كافية من المياه كي يبقى الفم رطبًا. ويمكن القضاء جزئيًا على الرائحة الكريهة للفم بتناول النظام الغذائي المتوازن، ثلاث وجبات يوميًا، وتناول البروتين، والفواكه والخضروات باتزان. ويساهم غسول الفم في التخلص من الرائحة الكريهة، لكنه ليس بديلًا عن العلاج والذهاب إلى طبيب الأسنان.
قد تسبب رائحة بخر الفم الاكتئاب والقلق لمن يعاني منها، بسبب ردة فعل الناس، فيجب أن تكون لطيفًا مع من يعانون من هذا الأمر، ففي ذلك آثار سلبية على نفسية المريض. وإن كنت تعاني من رائحة بخر الفم وقد جربت طرقًا كثيرة للتخلص منها فعليك أن تجرب طرقًا أخرى حتى لو كانت مكلفة.
قد تزداد رائحة الفم سوءًا للأشخاص المدخنين أو متعاطي الكحول، حيث يؤدي ذلك إلى جفاف الفم، وأمراض اللثة، ومشاكل الفم والتي تؤدي إلى الرائحة الكريهة “بخر الفم”. ولا تؤدي الأطعمة السكرية إلى مجرد التسوس فإنما فهي تغذي البكتيريا التي تسبب الرائحة الكريهة، فتقليل هذه المواد قد يساعد في تخفيف حدتها. كما يؤدي الكافيين في القهوة أو في أي مواد أخرى إلى تجفيف الفم، والذي يؤدي إلى تواجد البكتيريا، وبالتالي الرائحة الكريهة.
سبب رائحة الفم الكريهة عند الاستيقاظ من النوم مرتبط بهدوء الجسم وسكونه، وما يصاحب ذلك من انخفاض تدفق اللعاب، فتزدهر البكتيريا المنتجة للكبريت في البيئة الجافة، وهو سبب الرائحة الكريهة للفم عند الاستيقاظ من النوم، والتي تختلف من شخص لآخر. فهناك منتجات تساعد على تدفق اللعاب أثناء النوم بشكل طبيعي. وقبل كل ذلك يجب التأكد من غسل