كلما جأر المسلمون بالشكوى من وكر المجون ومنبر الإفساد mbc , وعلت اعتراضاتهم ومطالباتهم بالتدخل واتخاذ الإجراءات المناسبة ضدها ، ظهر من مسؤوليها والعاملين فيها من يرفع في وجوه الناس ما يخيّب آمالهم ويحبط توقعاتهم مثل القول بأن الحكومة السعودية هي من تدعم تلك القنوات ! ومثل نشر ذلك المقطع القديم لزيارة الملك سلمان للقسم الإخباري في الmbc أول نشأتها _قبل أن يتكشف خطرها وتبلغ ما بلغت من الانحراف _ . وذلك لتضليل الناس وإيهامهم أن خادم الحرمين راضٍ بما تبثه تلك الفضائيات من فسق وفجور ، ومؤيد لحربها على الدين والمجتمع .
وبعيدا عن صحة وقوف بعض الأمراء خلف القنوات من عدمه فإن المسألة الآن قد تجاوزت كل حدود الاحتمال والتغاضي فما عادت القضية تقتصر على انحرافاتها العقدية والأخلاقية بل تعدى ذلك إلى إهانة السعوديين ونقل صورة مشوّهة عنهم للعالم ، وإيذائهم واستفزازهم بالقدح في قيمهم ومصلحيهم والإساءة لرموزهم ودعاتهم بربطهم بالتشدد والعنف والهمجية والجهل والسذاجة !
في رسائل خبيثة تُبثّ للمشاهدين مفادها : "إن كان التديّن يجعل أهله هكذا فاحذروه ! وإن كان هذا حال خيار السعوديين وأفاضلهم فعامتهم أسوأ حالا!"
أقول : تلك القنوات الباغية التي حذّر العلماء من شرّها مرارا وتكراراً، ووثّق الباحثون في تقاريرهم ودراساتهم العلمية سيلاً من المخالفات والتجاوزات التي تنطلق من منهجها الهدّام آن الأوان للتحرك ضدها، فليس من المصلحة ولا المنطق أن تجتهد بلادنا غاية الاجتهاد وتنفق المليارات في خدمة الإسلام والمسلمين وتحسين صورتهما وصورة المملكة وشعبها في العالم ، ثم تأتي محطات كهذه لتعمل ضد تلك الغايات الجليلة وتنسف كل شيء ! بأفلامها وبرامجها ومسلسلاتها على شاكلة ذلك المسلسل الهابط "سيلفي" والذي قام على الاستهزاء بثوابت الإسلام وشعائره ولمز المطبّقين لواجباته وسننه !.
وقد كنا ننتقد الانحطاط بالفن الكوميدي الساخر إلى مستنقع التهريج والإسفاف فإذ بهم يسقطون به أكثر إلى قاع اللؤم والإفلاس باستغلال تلك الكوميديا وتوظيفها لنفث سموم أحقادهم ! ثم يقولون : نحن لا نطعن في الدين بل ننتقد الممارسات الخاطئة للمتدينين .
ونقول فلماذا لا توجهون نقدكم المزعوم للبخيل والسارق والمخمور والمرتشي والمدخن لماذا لا تستهدفون إلا المجاهد والملتحي والتائب والمحتسب والداعية ؟ لماذا تتعمدون وتتقصدون فئة المصلحين وذوي الاستقامة وأهل العلم والدعوة ؟ لماذا لا تتوجهون يوما إلى طبقة الأمراء وتعدياتهم ، أو الفنانين وعوالمهم المظلمة ؟ أو غيرهما، لماذا لا تنالون بشططكم وسفاهاتكم وافتراءاتكم إلا من السنة وأهلها ولا نراكم تقتربون مجرد اقتراب من الشيعة ومعمميهم ؟ أم أن كرامة وأعراض أهل السنّة كدمائهم حلالٌ استباحتها وهدرها ! ونحن الجدار القصير لكل متسلّقٍ حاقد.
أخيراً : كل شيء في بلادنا نتذكره فيملؤنا الفخر والشرف، إلا مجموعتي mbc وروتانا مدعاةٌ للعار والقرف !
فيا علماء البلد وأهل الحل والعقد :
مجلس سلمان وقلبه مفتوحان لكم، احملوا إليه ملف جرائم قنوات الضلال والباطل، فمن انتصر لمواطنٍ واحد ما كان ليخذل شعبه ويرضى بالجور عليهم والإساءة لدينهم وأخلاقهم وسمعتهم .
ومن حاسب الأمير وأدّب الوزير لن يعجزه وليد آل إبراهيم وأمثاله .