لفترة طويلة استمر التوصل إلى حبوب منع الحمل للذكور باعتباره أحد أحلام علماء الخصوبة، لكن الأمر بقي لسنوات بعيد المنال, إذ أنه بالمقارنة مع تطوير حبوب منع الحمل للإناث، يعد تصميم عقار مماثل خاص لاستخدام الذكور عملية أكثر صعوبة بكثير. إلا أنه تم التوصل مؤخرا الى طريقة أمنة وفعالة لإنتاج حبوب منع حمل يتناولها الرجال أو عن طريق حقنة.
وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أنه من المتوقع أن يتم الموافقة على حبوب منع الحمل للرجال في الاشهر القادمة والتي يجري تطويرها حاليا على الاساس العلمي باستهداف قدرة الحيوان المنوي على الحركة, وانها ستغير كثيرا عندما يتعلق الامر بالجنس.
وأشارت الصحيفة حسب ما ترجمته عنها (وطن) إلى أن استطلاع أعد حديثا أظهر أن أكثر من نصف الرجال مستعدين لأخذ حبوب منع الحمل في حال توفرها, وسوف يكون الرجال متحمسين لها لأنها سوف تعطيهم القدرة في السيطرة على تحديد النسل, في حين أن النساء سوف يكونوا سعداء لأنهن لن يضطروا إلى تذكر أخذ حبوب منع الحمل في كل يوم.
وبحسب الصحيفة فإن هذا العقار يؤخذ كـ"حقنة" ولمرة واحدة، وحينما يرغب الرجل بعودة قدرته على إنجاب الأطفال يُعطى حقنة من نوع آخر متى أراد.
وتقوم فكرة العقار على أنه يشكل مادة دبقة في الأقنية التي تسير فيها النطاف وتمنع مرورها وخروجها مع السائل المنوي، وبالتالي يمارس الرجل حياته الجنسية بشكل طبيعي لكن دون قدرة على إنجاب الأطفال.
وأضافت الصحيفة أن الأمر لا يختلف كثيراً عن عمليات قطع الحبل المنوي التي يقوم بها بعض الرجال من أجل منع الحمل، سوى أنه ليس من داعٍ لإجراء عمل جراحي هنا، إذ يتولى العقار بمجرد حقنه مهمة سد الحبل المنوي بالمادة الدبقة التي تمنع مرور النطاف، وهي المادة التي يمكن إزالتها في أي وقت بحقنة أخرى، على عكس العملية الجراحية التي تمنع الرجل من التمتع بالأبوة إلى الأبد.
وبحسب الصحيفة فإن هذا العقار تم تطويره في مؤسسة (بارسيغوس فاونديش) غير ربحية والتي تسعى لتوفيره بثمن رخيض, إلا أن المؤسسة تخشى من شركات الادوية أن تقوم بمحاربته لأنه سيلحق خسارة كبيرة بها نظرا لان مبيعات حبوب منع الحمل للنساء ستنخفض كثيرا.