يتحكم الموقع "الجغرافي" في عدد ساعات الصيام في شهر رمضان المبارك حيث يختلف الوقت من مكان لآخر إذ إنه في بعض المواقع يمتد الصيام لساعات طويلة تصل إلى 19 ساعة في اليوم بينما يقل في أماكن أخرى.
وتعود الأسباب في ذلك بحسب فلكيين إلى خطوط العرض والفصول الأربعة والتي تؤدي إلى اختلاف مواقيت وساعات شروق وغروب الشمس على الكرة الأرضية.
وقال الفلكي ومؤلف كتاب اقدروا له المختص بتقدير أوقات الصلاة والصيام لخطوط عرض عليا عدنان عبدالمنعم قاضي إن خطوط العرض والفصول الأربعة هما المتحكمان في اختلاف شروق وغروب الشمس
وأوضح أن مدينة هلسنكي بفنلندا الواقعة على خط عرض ٦٠ درجة شمالاً، و١٠ دقائق قوسية تشرق فيها الشمس يوم الأحد ٤ رمضان (٢١ يونيو) في الساعة ٢:٥١ صباحًا، وتغرب عند الساعة ٩:٥٤ مساءً حيث إن طول نهارها يساوي ١٩ ساعة و٣ دقائق أي بفارق يقارب ست ساعات عن نهار مكة والذي يمتد إلى ١٣ ساعة و٣١ دقيقة.
وأشار إلى أن الشمس في اليوم نفسه في مدينة هلسنكي تقبع تحت الأفق بمقدار نحو ٦ درجات طوال "الليل"، أي أن ضوء الشفق لا يغيب. بينما في ٢٩ رمضان (١٦ يوليو) حيث يكون طول النهار في هلسنكي ١٨ ساعة و٨ دقائق.
وقال "قاضي" لو صعدنا قليلاً لأصبح طول النهار ٢٣ ثم أكثر ، أما الأرجنتين فيختلف فيها التوقيت لسببين أنها في النصف الجنوبي من كوكب الأرض، أي، لديهم شتاء الآن وبالتالي النهار قصير موضحًا أنها تمتد من خط العرض ٢٢ إلى ٥٥ درجة تحت خط الاستواء.
وحول تغير طول النهار من سنة لأخرى في المواقع نفسها أكد أنه يتغير وأن هناك أربعة أسباب في ذلك أولها أن الأرض كروية الشكل وتدور حول محورها وتدور حول الشمس وأن لها محورًا مائلاً نسبة دورانها حول الشمس.
ولفت إلى أن هذه العوامل مجتمعة تسبب وجود الفصول الأربعة والتباين الشديد في اختلاف طول النهار والليل على مدار السنة وعلى كل موقع ، موضحًا أن شهر رمضان يتبع سنة قمرية وليس شمسية فترى شهر رمضان يقع على مدار السنة الشمسية (الفصول الأربعة) في دورة طولها ٣٣ سنة وهكذا ترى أن رمضان وأطوال نهاره وليله يتغيرون كل سنة، وكل شهر، وكل يوم، وعلى كل موقع.
من جهة أخرى قال الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء الشيخ حسين حلاوة في مقابلة تلفزيونية سابقة معه في هذا الشأن إن هناك أماكن يكون الصيام فيها أكثر صعوبة ربما بسبب حرارة الطقس أو لأي أسباب أخرى، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد من أفتى بجواز الإفطار.
وأشار حلاوة إلى أن بعض المناطق في أوروبا سيكون الصيام فيها أطول بسبب أن النهار في بريطانيا ليس الأطول على الإطلاق صيفًا، حيث في السويد والدول الاسكندنافية يكون أطول مما هو عليه في المملكة المتحدة.