أفيقي يا قلُوبْ على ذكَرى
الرسُول المُنزلْ ..
و هلليْ الله أكَبرْ .. فقَدْ
سآمَحتْ كُلْ مخطئيْ ..
فَكيف لآ أسآمَح رَبْ
الكَون الأعظمٌ قَد سآمَح
و عفُو عنْ الزآنَي و القاتلْ
و المشركْ .. بعَد تَوبَة
و هو الغَني عَنهُم جميعاً !
فالهَمه الهمَه يا أخوتي
و أخَواتي في الإسَلامْ ..
لنَخرجْ بقلبْ متسامَح ..
أخَطأ فَلآن .. فإعفو عن
زلاتَه و سامَحهُ .. و الله
يحب العفو .. فكيف لا !
فكيفْ .. لا تتسلحْ بخصلة
أحبها اللهْ .. ،، يا لروعَة
مَكارمْ الأخلآقْ .. فالنبلْ
و الرقُي في التسآمَح ..
الهَمه فالهَمه و لنسامَح
و نعفُو .. لنالْ عفو الله
فيوم الحسابْ سيشرقْ
يوماً ما .. و كُل من أساء
لَك .. سيأخَذ الله حقَك
مَنكْ .. ما علَيك سوى
الإحتسابْ لله و لا تجعل
في قلَبك غلاً أو حقداً
أو حسداً .. لنعش حياة
هادئةً .. لطيفَة بذكر
الحبيب المنُزل .. مُحمد
صلى الله عليه و سلم
فنحن الأحق أن نرتقي
بأخلاقَه .. !!
سآمَح قَبل أن يخطفْ ملك
المُوت روح من صاحَبك يوماً
سامَح قَبل أن يخطف ملك
الموت روحْ أخيَك في الإسلام
سآمَح و كن الأحقْ في الحسنات
من شيطان يوسوس لك بالكره
و الحقد و الضغينه لأن فلآن
فعلا كذا و كذا .. سآمَح فقد
تلقى النبي و هو أكرم البشر
و المرسلين آذى أعمق و أكبرْ
و سآمَح و عفى .. و سأل عن
المسئ عَنه و زاره عند مرضَه
فمن نحن عن رسول الله ..
و الله حتى لا نوزن بالرمل الذي
كان يمشي عليه .. لنسامَح !
و نعفو .. و نحب في اللهْ !
ملكنا فكان العفو منا شجية ** فلما ملكتم سال بالدم أبطح
فلا عجبا هذا التفاوت بيننا ** فكل إناء بما فيه ينضح
قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها
في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين
لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه
إلا حلما قال فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه
وجهله فذكر قصة إسلافه للنبي صلى الله عليه وسلم مالا
في ثمرة قال فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه
وردائه وهو في جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ
وقلت يا محمد ألا تقضيني حقي فوالله ما علمتكم
بني عبد المطلب لمطل قال فنظر إلى عمر وعيناه يدوران
في وجهه كالفلك المستدير ثم قال يا عدو الله أتقول لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل ما أرى فوالذي بعثه
بالحق لولا ما أحاذر لومه لصربت بسيفي رأسك ورسول الله
صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم
ثم قال أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر
أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر
فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر فأسلم زيد بن سعية
رضي الله عنه وشهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتوفي عام تبوك رحمه الله
،،
ومن مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه
وسلم حينما هم أعرابي بقتله حين رآه نائما تحت ظل
شجرة وقد علق سيفه عليه فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه
غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد فلما قفل
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم
القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر،
ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
تحت سمرة فعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا وإذاعنده أعرابي فقال:
إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم
فاستيقظت وهو في يده صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت:
اللَّه ثلاثا ، ولم يعاقبه وجلس. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية قال جابر: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها
لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فجاء رجل من المشركين
وسيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم معلق بالشجرة
فاخترطه فقال: تخافني؟ قال : لا فقال: فمن يمنعك مني؟ قال
اللَّه ، فسقط السيف من يده فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم السيف فقال: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير
آخذ. فقال: تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه؟ قال:
لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك.
فخلى سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس
،،
ومن النماذج الدالة
على سماحة الصحابة
رضي الله عنهم
وحين اشتكت إليه امرأة قبطية من عمرو بن العاص
الذي ضم بيتها إلى المسجد أرسل إليه عمرو وسأله
عن ذلك فقال إن المسجد ضاق بالمسلمين ولم أجد
بدا من ضم البيوت المحيطة بالمسجد وعرضت على
هذه المرأة ثمنا باهظا فأبت أن تأخذه فادخرته لها في
بيت المال وانتزعت ملكيتها مراعاة للمصلحة العامة
لكن الفاروق عمر أمره بأن يهدم هذا الجزء الذي
للمسجد ويعيد بناءه كما كان لصاحبته
لقد شهد العديد من الساسة والمؤرخين والمفكرين
ورجال الدين من غير المسلمين شهادات منصفة
صادقة وفيما نذكر بعضا منها :
يقول المستشرق بول دي ركلا : "يكفي الإسلام
فخراً أنه لا يقر مطلقاً قاعدة (لا سلام خارج الكنيسة)
التي يتبجح بها كثير من الناس ،
والإسلام هو الدين الوحيد الذي أوجد بتعاليمه
السامية عقبات كثيرة تجاه ميل الشعوب
إلى الفسق والفجور" .
ويبين الشاعر غوته ملامح هذا التسامح في كتابه
(أخلاق المسلمين) فيقول: "للحق أقول : إن تسامح المسلم
ليس من ضعف ، ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه ،
وتمسكه بعقيدته" .
ويقول المستشرق لين بول : "في الوقت الذي كان التعصب
الديني قد بلغ مداه جاء الإسلام ليهتف (لكم دينكم ولي
دين) ، وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشري الذي
لم يكن يعرف حرية التدين ،وربما لم يعرفها حتى الآن .
،،
تلبيَة لأوامرْ النَبي .. ‘‘ و بَلغُوا عَني ولَو بآيَه ‘‘
و غَيرة حَول أننا نَحن الأحقْ بأخلاقْ النَبي ولابَد
التَسَلح بَها .. أطَلب و أتمنى أن يَخرج كُل فَرد
قَد قرأ هَذا المَوضُوع و يقُول لكَل من عاداهْ ..
سامَحتك أخَي .. سامحْتُك أخَتي فكَيف و الرسول
قَد سامح اعداء الإسْلامْ .. و مَن حاولوا قَتله ..
لنسامَح .. لنسامَح .. لنسامَح ، و يداً بيد
لحياة إسلامَية طاهَره بأخلاق المصطفى صلى الله عليه
و سَلم . . بأبي و أمي أنت يا رسول الله !
في الختام أدعو الله أن يكون هذا الموضوع حجة لي يوم القيامـه
و ادعوا الله أن يتعض منه الجميع .. و أدعو الله أن يوفقنا
و نحن و إياكم إلى خير السبل حتى الجنه .. أسمح بالنقل .. فالأجر
عند الله و حده لا شريك له ..