قرر النائب العام المصري المستشار هشام بركات، السبت، حفظ بلاغ طالب بإلزام الحكومة المصرية بمنع الإعلام المصري من الإساءة للمملكة العربية السعودية.
يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه السعودية لاتهامات متواصلة من قبل إعلاميين مقربين من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي برعاية الإرهاب في سوريا، وتدمير اليمن، وتغذية الفكر الإرهابي والجماعات الإرهابية بالمنطقة.
وقال مراقبون إن قرار النائب العام المصري بحفظ البلاغ، يعني إعطاء ضوء أخضر لاستمرار مهاجمة السعودية في الإعلام المصري، وإضفاء حماية على من يفعل ذلك، في الفترة المقبلة.
وكان المحامي أحمد الريطي تقدم ببلاغ حمل رقم "6496 لسنة 2015 (عرائض النائب العام")، يطالب النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع التطاول على المملكة العربية السعودية، وإلزام رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزير الخارجية سامح شكري، بوقف الممارسات الإعلامية المسيئة للعلاقات المصرية مع الدول الشقيقة.
وذكر البلاغ أن الأيام الماضية شهدت هجوما من بعض الإعلاميين بالقنوات الفضائية المصرية على المملكة العربية السعودية، والتطاول على الملك سلمان شخصيا، ومسؤولين سعوديين آخرين.
وأشار إلى أن بعض مقدمي البرامج زعموا أن الإرهاب نابع من السعودية، ما يعد تطاولا على الشعب "الشقيق"، وإساءة بالغة تهدد علاقة القاهرة بالرياض، فضلا عن دعوة أحد الإعلاميين الحكومة المصرية إلى فتح علاقة سياسية بين مصر وإيران، تهديدا للمملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي يتسبب في قطع العلاقات بين البلدين.
وطالب المحامي الريطي النائب العام، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع التطاول على السعودية، وإلزام رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، بوقف الممارسات الإعلامية المسيئة للعلاقات المصرية السعودية، إلا أن النائب العام قرر حفظ التحقيق في البلاغ.
يذكر أن النائب العام قبل سابقا بلاغات تطالب باعتبار قطر وتركيا دولتين داعمتين للإرهاب، وأمر بفتح التحقيق فيها، تمهيدا لإحالتها إلى المحاكم التي قضت بعدم الاختصاص.
كما قضت محكمة الأمور المستعجلة، السبت، بعدم الاختصاص في دعوى اعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة إرهابية.
في سياق متصل، أكد مصدر سيادي مصري تحدث لصحيفة "الشروق"، السبت، وجود استياء في المملكة العربية السعودية من "التخلي المصري عن الدعم في اليمن"، بعد دعمها السخي للقاهرة إبان الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013.
وقال المصدر للصحيفة إن هناك "استياء سعوديا مما تراه تخليا مصريا عن دعم السعودية في اليمن، بعد الدعم "السخي والفاعل الذي قدمته السعودية للقاهرة أثناء التحول السياسي بعد 30 يونيو".
وكان الإعلامي المصري المقرب من السيسي، إبراهيم عيسى، وجه الاتهامات مرارا للسعودية برعاية الإرهاب، وقال إن "السعودية تقدم المحيط الآمن، والتربة الخصبة للفكر الإرهابي، وترعاه، وتحميه، وتدعمه، وتتباهى به، وتقول عنه اعتدالا".
كما اتهم عيسى السعودية بأنها تمول تدمير سوريا للخلاص من بشار الأسد، وأنها أيضا مولت انتشار "ال*****ة" المسؤولة عن الإرهاب في العالم العربي، وفي المنطقة، زاعما أن "حرب المملكة ضد اليمن هي أقل الحروب شعبية وشرعية".
من جهته، قال الإعلامي المصري يوسف الحسيني، المقرب من السيسي أيضا، إن الشعب اليمني لم يستفد على الإطلاق من عملية "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، ساخرا من تلك التسمية.
وحمل الحسيني السعودية المسؤولية عما يحدث لليمنيين من قتل وأمراض ومعاناة، معتبرا أنه على السعودية دفع "الفاتورة الإنسانية" الباهظة التي لا تدفع مالا، أي بمعنى لا دية فيها، حسب قوله.