تكهنت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن التحالف السني الواسع الذي إدارة العاهل السعودي الملك سلمان ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن يبشر بنهاية تلك الحملة السعودية على الإخوان المسلمين، وقد يتبعه تغيير في مصر.
وأضافت الصحيفة أن هناك تغييرا ملحوظا في الموقف السعودي تجاه الإخوان المسلمين خاصة وأن المملكة تعتبر تهديد إيران أشد خطرا بكثير من تهديد الإسلام السياسي ممثلا في الإخوان، وأوضحت الصحيفة أن الرياض على مدي 4سنوات ماضية منذ ثورات الربيع العربي شنت حملتين على جبهتين إحداهما على إيران الشيعية والأخرى على الإسلاميين السنة بقيادة الإخوان المسلمين في مصر، التي نظرت إلى صعودهم في المنطقة على أنه تحديا لشرعية المملكة.
ونقلت عن "فهد ناظر" المحلل السياسي السابق في سفارة السعودية بواشنطن أن العامين الماضيين شهدا مهاجمة المسؤولين السعوديين وكذلك الإعلام للإخوان المسلمين و"داعش" بشكل متبادل، لكن الآن التغيير قادم بشكل مؤكد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحول موقف السعودية تجاه الإخوان وتركيزها على مواجهة التوسع الإيراني نابع من خوف الرياض الوجودي من تعزيز إيران للاضطرابات داخل الأقلية الشيعية بالمملكة، في وقت أصبح فيه الإخوان ضعفاء جدا كي يمثلوا خطرا على المملكة وحلفائها.
وأفادت الصحيفة أن التحول السعودي تجاه الإخوان لا يعني نهاية الانقسام بشأن دول الإسلام السياسي الذي قسم القوى السنية في الشرق الأوسط منذ إطاحة الجيش بالرئيس "محمد مرسي" المنتمي للإخوان المسلمين.
وأفادت الصحيفة أن السعودية تمكنت عبر انتقالها من قيادة العداء للإخوان إلى الوقوف في المنتصف من حشد كل الدول السنية بجانبها فيما يتعلق بالقضية اليمنية حيث تمكنت من ضم تركيا وقطر إلى تحالفها سواء بالدعم أو بالمشاركة الفعلية.
وتحدثت الصحيفة عن أن المسؤولين السعوديين يؤكدون على استمرار العاهل السعودي على نفس نهج الملك الراحل عبد الله، لكن فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الإخوان فإن الاختلافات أصبحت واضحة بينهما بشكل متزايد.
وأوضحت الصحيفة أن الإخوان المسلمين باليمن ممثلين في حزب الإصلاح يمثلون حاليا الحليف السني المناسب على الأرض للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يفتقر حاليا إلى وجود قاعدة قوية تقف بجانبه في اليمن، خاصة أن حزب الإصلاح في اليمن كان مقربا للسعودية من قبل.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي "حسن حسن" المقيم في أبو ظبي أن السعودية تحتاج حقا للعمل مع محليين يمنيين، وفي ظل الإدارة السعودية الجديدة فإن الإخوان المسلمين من الممكن أن يصبحوا شريكا، وحزب الإصلاح سيكون أول من يتم اختباره في تلك الشراكة.