">زهير الدجيلي
تقع منطقة النخيب العراقية في الجنوب الغربي من الأنبار وهي منطقة تابعة لهذه المحافظة بعدما كانت قبل ذلك تابعة لمحافظة كربلاء التي تحاذيها شرقا. و«النخيب» هي الجزء الحدودي الطويل الذي يمتد بين العراق والسعودية لمئات الكيلومترات، وأقرب منطقة سعودية محاذية لها هي «عرعر» وهناك جزء منها يمتد شمالا الى الأردن. وتعد مدينة النخيب وضواحيها الصحراوية موطنا لقبيلة عنزي وبالأخص شيوخها آل هذال. وقد شهدت حوادث كثيرة مثلما شهدت نشاطا للجماعات الارهابية، مما شكل ايضا مخاطر أمنية على السعودية التي بادرت الى التنسيق مع العراق في مواجهة تلك المخاطر، فضلا عن توفير تحصينات وحواجز وسياج أمني على طول الحدود.
وفيما تشهد المنطقة ظروفا بالغة الحساسية تتمثل في تداعيات الحرب في سوريا والعراق والحرب في اليمن، وصلت حاملات الصواريخ الايرانية الى النخيب في مشهد عسكري استعراضي ليس له مثيل من قبل عرضته قناة «التغير » الفضائية العراقية، مما جعل الكثير من المراقبين يتساءل لماذا الصواريخ الايرانية في النخيب وعلى بعد عشرات الكيلو مترات من الحدود مع السعودية؟ وامعنت القناة الفضائية في اثارة الفضول والتساؤل فراحت تركز على حركة رتل هذه الحاملات العملاقة التي لا تتوافر لدى الجيش العراقي. فيما تساءلت مصادر برلمانية عراقية:كيف وصلت هذه الصواريخ الى الحدود الغربية مع السعودية؟ وهل أن وراء ذلك دلائل تشير الى غير ما اعلنته ايران ؟ وهل هي رسالة عسكرية ليس لـ«داعش» انما للسعودية ؟ وهل انها من خطة الدفاع عن الخطوط الثلاثة الحمراء التي أعلنتها ايران أمس الأول؟ ففي لقاء مع امين المجلس الأعلي للأمن القومي في ايران علي شمخاني أجراه التلفزيون الايراني، قال ان «ثلاثة خطوط حمراء لايران في العراق عند دخول داعش، الاول الحدود الايرانية مع العراق وثانيا بغداد، والتهديد الثالث العتبات المقدسة في العراق». وتساءلت تلك المصادر: هل أن النخيب هي من تلك الخطوط الحمراء ؟
ومع وصول تلك الصواريخ كان قد وصل وفد المستشارين العسكريين الايرانيين ( كما تسميهم الحكومة العراقية) بقيادة الجنرال سليماني بعد أن سبقه وزير الدفاع الايراني بثلاثة أيام. واضافت المصادر أن هذه الصواريخ ليست سلاحا ملائما للحرب ضد داعش، وليست من الأسلحة التي تصلح في الدفاع عن الخطوط الثلاثة الحمراء التي اعلنها علي شمخاني. انما هي صواريخ هجومية يبلغ مداها مئات الكليومترات وقد تصل الضفة الثانية من البحر الأحمر غرب السعودية.
قد تكون النخيب بالاعتبارات العسكرية الايرانية منطقة ردع في الصراع مع دول المنطقة وفي طليعتها السعودية حسب ما ترى تلك المصادر . وقد يعتبرها القادة العسكريون الايرانيون «خاصرة» موجعة للسعوديين. لكن المشهد برمته هو سلوك عدواني واضح من ايران باستباحة سيادة دولة مجاورة لاستخدامها في تهديد دولة مجاورة أخرى.
والأغرب من ذلك أن شمخاني قال في اللقاء التلفزيوني نفسه إن ايران تدافع عن سيادة العراق، فهل ان هذا الدفاع هو بارسال الصواريخ الايرانية والحرس الثوري الى غرب العراق؟ ولمن؟[/size]