الحمد لله .. هذا فوائد ودرر قصيرة ولطائف رائعة انتقيتها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من الفتاوى الجزء ( 10 ) الذي يُسمى بالسلوك وهو يعتني بأعمال القلوب وأمراضها وعلاجها والكلام حولها وتزكية النفوس وتطهيرها من درن الدسائس والعلل، وحسبك بابن تيمية يتكلم في هذا الشأن فعُرف واشتُهر واستفاض أنه خبير بهذه المقامات والأحوال وأمراضها وعلاجها على وفق الكتاب والسنة . وما تركته الكثير الكثير من الفوائد والدرر والنفائس، فدونك ثلاثون فائدة لعلها تكون تمهيداً لقراءة الأصل . نفع الله بها ..
قال رحمه الله /
1_فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور، والمقتصد : المؤدي للواجبات والتارك للمحرمات، والسابق بالخيرات : المُتقَرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب والتارك للمحرم والمكروه .
"الفتاوى 6/10"
2_فمن عمل بما علِم أورثه الله علم ما لم يعلم كما قال تعالى (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) . "الفتاوى 10/10"
3_من أعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعاً لهواه فإن ذلك يورثه الجهل والضلال حتى يعمى قلبه عن الحق الواضح (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) . "الفتاوى10/10"
4_والزهد المشروع : ترك ما لا ينفع في الآخرة، وهو فضول المباح التي لايستعان بها على طاعة الله، كما أن الورَع المشروع : هو ترك ما قد يضر في الدار الآخرة .
"الفتاوى 21/10"
5_قال بعض السلف : من سَرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله .
"الفتاوى 33/10"
6_قال طائفة من العلماء : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل المأموربه ما اجتمع فيه مقتضى التوحيد والعقل والشرع . "الفتاوى35/10"
7_وقد ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعاً . "الفتاوى 38/10"
8_وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين بقوله (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا لا يوقنون) . "الفتاوى 39/10"
9_وأصل صلاح القلب هو حياته واستنارته، قال تعالى ( أو مَن كان مَيتَاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) . "الفتاوى 100/10"
10_قال تعالى (ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها لو لا أن رأى برهان ربه) وهو برهان الإيمان الذي حصل في قلبه فصرف الله به ما كان هَمَّ به وكتب له حسنة كاملة ولم يكتب عليه خطيئة، إذ فعل خيراً ولم يفعل سيئة .
"الفتاوى 101/10"
11_قال سهل التستري : ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار .
"الفتاوى 108/10"
12_والحياء مشتق من الحياة، فإن القلب الحي يكون صاحبه حيَّاً فيه حياء يمنعه عن القبائح، فإن حياة القلب هي المانعة من القبائح التي تفسد القلب .
"الفتاوى 109/10"
13_والتحقيق أن الحسد : هو البغض والكراهة لما يراه من حُسن حال المحسود .
"111/10"
14_فمن وجَد في نفسه حسداً لغيره فليستعمل معه التقوى والصبر، فيكره ذلك من نفسه، وكثيرمن الناس الذين عندهم دين لا يعتدون على المحسود فلا يعينون من ظلمه . "125/10"
15_ولهذا قيل، أول ذنب عصي الله به ثلاثة: الحرص، والكِبر، والحسد، فالحرص من آدم والكبر من إبليس والحسد من قابيل حيث قتل هابيل . "126/10"
16_بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شئ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شئ، بل لا يستحق المحبة والذل التام إلا الله. "153/10"
17_فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لاعبودية ازداد كماله وعَلَت درجته . "176/10"
18_وكثيراً ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له وإخلاص دينها له، كما قال شداد بن أوس : يا بقايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية، قيل لأبي داود السجستاني : وما الشهوة الخفية ؟ قال : حُب الرئاسة . "215/10"
19_وكثيراً ما يقرن الناس بين الرياء والعُجب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعُجب من باب الإشراك بالنفس وهذا حال المستكبر، فالمرائي لا يحقق قوله (إياك نعبد) والمعجب لا يحقق قوله (إياك نستعين) فمن حقق قوله (إياك نعبد) خرج عن الرياء ومن حقق قوله (إياك نستعين) خرج عن الإعجاب. "277/10"
20_فلا يجوز أن يعتبر قدر الإنسان بما وقع منه قبل حال الكمال، بل الاعتبار بحال كماله . "299/10"
21_والنسبة في "الصوفية" إلى الصوف، لأنه غالب لباس الزهاد، وقد قيل هو نسبة إلى "صوفة" بن مراد بن أد بن طانجة قبيلة من العرب كانوا يجاورون حول البيت .
"396/10"
22_ولا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره، فهذا يحتاج إلى انفراده بنفسه . "426/10"
23_فإن من الناس من يرى أن العمل إذا كان أفضل في حقه لمناسبة له ولكونه أنفع لقلبه وأطوع لربه، يريد أن بجعله أفضل لجميع الناس ويأمرهم بمثل ذلك، والله بعث محمداً بالكتاب والحكمة، وجعله رحمة للعباد وهَدْياً لهم، يأمر كل إنسان بما هو أصلح له. "428/10"
24_فعلى المسلم أن يكون ناصحاً للمسلمين يقصد لكل إنسان ما هو أصلح له .
"428/10"
25_قال عمربن عبدالعزيز : [لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه، ويخالفه إذا خالف هواه، فإذا أنت لا تُثاب على ما اتبعته من الحق وتعاقب على ما خالفته] وهو كما قال رضي الله عنه : لأنه في الموضعين إنما قصد اتباع هواه لم يعمل لله. "480/10"
26_وما يظنه بعض الناس أنه من ولد على الإسلام فلم يكفر قط أفضل ممن كان كافراً فأسلم ليس بصواب، بل الاعتبار بالعاقبةوأيهما كان أتقى لله في عاقبته كان أفضل . "300/10"
27_كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لست بخب ولا يخدعني الخب، فالقلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر، فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يمدح به . وراجع الفتاوى "302/10" تجد تفصيلاً أدَق وأوسع .
28_وإذا تعرّض العبد بنفسه إلى البلاء وَكَلَه الله إلى نفسه . "577/10"
29_فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل . "601/10"
30_فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه .
"194/10"