فهد المنجومي- سبق- مكة المكرمة: نجحت إمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة في لجنة إصلاح ذات البين في إسدال الستار على قضية خلاف زوجين نتج منها ترك الزوجة بيت الزوجية وصغارها لمدة ستة أشهر .
وفي واحدة من أسرع قضايا الإصلاح وفقت اللجنة في إخماد فتيل الخصومة في جلسة استمرت ثلاث ساعات متواصلة فقط داخل أروقة اللجنة إلى منتصف الليل، وانتهت بخروج الزوجين إلى بيت الزوجية بعد أن غلفت عبارات الخصومة، وكلمات اللوم، وتبادل الاتهامات، وتحولت جلسة الصلح إلى كلمات مفعمة بالحب، ومعطرة بالتسامح، تسترجع الماضي الجميل للزوجين، وتستحضر حالة الحزن والألم التي خيمت على غرف الأولاد في ظل غياب والدتهم.
وبحسب التفاصيل للقصة الإنسانية المؤثرة التي علمت بها "سبق" وفقت لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة، في إعادة زوجين إلى بيت الزوجية، بعد جلسة صلح استمرت ثلاث ساعات من بعد صلاة العشاء، توجت بصلح مقنع، ومرضٍ للطرفين، وبتحرير رسمي ببنود الصلح، فيما غادر الزوجان مقر اللجنة باتجاه بيت الزوجية بعد أن طبع الزوج قبلة على رأس زوجته وتقديمه لهدية مالية تجديدًا لمحبته، وتقديرًا لها.
وفي منحنى متصل، كان المشهد التراجيدي المغلف بالإنسانية، عندما دلفت الزوجة الغائبة إلى داخل منزلها، وأولادها في انتظارها حيث ارتموا في أحضانها بعيون مغسولة بالدمع وألسنتهم تلهج بحمد الله على عودة الوالدة المسكونة بحب أولادها.
وهنا ارتفعت الأكف بالدعاء للأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس إدارة اللجنة الذي يرعى بإنسانيته وحبه للخير أعمال إصلاح ذات البين ونفع الناس وحب الخير لهم.
وكانت الزوجة اضطرت إلى الخروج من بيتها بمساعدة ولي أمرها في ظل اتساع دائرة التشاحن والخلاف بينهما لتترك سبعة من أولادها خلفها يقبعون داخل المنزل لتستقر هي داخل منزل أسرتها.
وبدأت ملامح الصلح تظهر عندما جمع عضو اللجنة المشرف على القضية الزوجين وجهًا لوجه، وعلى طاولة الحوار، بعيدًا عن أي تأثيرات أفراد أسرة الزوجة، ووالدي الزوج لتبرز قناعة الزوجين برغبتهما في العودة ورفضهما لتمديد الخلاف تقديرًا للفضل بينهم وعطفًا على ظروف أولادهما.
وعلق الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني على القضية بقوله "كلما كان الخلاف الزوجي بيد الزوجين وبكل شفافية ووضوح بعيدًا عن التدخلات الخارجية كلما كان أقرب للحل والتصافي.
وقال الدكتور "الزهراني" إن بداية الطريق الذي أدى إلى حل القضية مواجهة الزوجين بحضور عضو اللجنة المباشر للقضية حيث انطفأت جذوة نار الخلاف، وذابت عوامل الفرقة، وزال صدأ المشاحنة.
وأضاف الرئيس التنفيذي للجنة "الخاسر الأكبر في الخلافات الزوجية الأولاد فكم من صبية كانوا ضحايا خلافات آبائهم وأمهاتهم وتحولوا إلى اتجاهات الانحراف وأصبحوا عناصر مقلقة للمجتمع ولمؤسساته الحكومية والمدنية".
وأكد الدكتور "الزهراني" أن صلاح الزوجين قواعد مهمة لبناء بيوت مطمئنة تتحطم على جدرانها الخلافات الزوجية، مبينًا أنه من الواجب على أي زوجين مختلفين عدم نسيان الفضل بين الزوجين بتصعيد الخلاف وتتبع العثرات واللجوء إلى التقاضي والبحث عن حلول ناجعة أو الافتراق بإحسان.
وأكد "الزهراني" أن أي خير يتم في هذه اللجنة فهو بعد توفيق الله تعالى ثمرة لدعم رئيس مجلس إدارة اللجنة، الأمير خالد الفيصل، حفظه الله، ووفقه وجزاه خير الجزاء.