ثلاث قضايا عنصرية متتالية شهدها المجتمع السعودي خلال أيام قليلة، صدرت عنها قرارات سريعة ورادعة تجرم الطائفية والعنصرية، وهو النظام الأساسي للحكم في المملكة الذي يجرم هذا النوع من الممارسات.
أبطال هذه الأحداث الثلاثة التي أزعجت المجتمع السعودي، أمير ورجل أمن ومسؤول في التعليم، والقرارات التي صدرت بحقهم من رأس الهرم في السعودية الذي يرفض التجاوزات والطائفية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كان لها صدى إيجابي واسع على السعوديين بمختلف أفكارهم ومذاهبهم الدينية.
مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن وحدها التي عبرت عن استيائها من هذه الممارسات العنصرية، بل أثارت غضب المسؤول السعودي الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، الذي أصدر قراراً سريعاً يمنع أحد أبناء الأسرة المالكة من المشاركة في الأنشطة الرياضية وحجبه من الظهور في وسائل الإعلام.
وجاء قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) الرادع عقب التصريحات التي صدرت من قبل الأمير ممدوح بن عبدالرحمن ضد الكاتب الرياضي عدنان جستينية في أحد البرامج الرياضية على القناة السعودية الرسمية.
وتفاعل السعوديون مع القرار الملكي، وتناقلوا صورة للكاتب الرياضي عدنان جستينية وهو "نائم" وعلقوا عليها: حكم بالعدل (سلمان) فنام مطمئناً (عدنان).
كما صدر قبل هذه الحادثة بأيام قليلة قرار وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بالتحقيق مع أحد رجال الأمن، قال في تغريدة إنه مستعد لقتل سكان مدينة القطيف التي ينتمي الغالبية العظمى من سكانها للمذهب ال، وجاء القرار بمحاكمة رجل الأمن في حال ثبوت صحة التغريدة.
وفي الحادثة الثالثة صدر قرار وزير التعليم عزام الدخيل، بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في أسباب نقل معلمة في منطقة مكة المكرمة وتحويلها إلى العمل الإداري، وهو النقل الذي قيل إنه لأسباب طائفية، كون المعلمة تنتمي إلى المذهب ال.
لا فرق بين مواطن وآخر.. ومنطقة وأخرى
في شهر مارس الماضي قال الملك سلمان كلمته الشهيرة "لا فرق بين مواطن وآخر.. ومنطقة وأخرى"، وشدد قائلاً أمام عدد كبير من الأمراء والعلماء والقضاة والعسكريين ووزراء ومسؤولين: "كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى".
وأضاف: "حرصنا على التصدي لأسباب الاختلاف، ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، مشدداً على أن "أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات".